ليُشدّد بعضكم بعضًا وليبنِ أحدكم الآخر «متفرقات





ليُشدّد بعضكم بعضًا وليبنِ أحدكم الآخر



"إنّ الرّجاء في اللّقاء النهائيّ مع المسيح يعزّزه "العزّاء" المتبادل بين المسيحيّين، وهذا العزّاء يقوم على الكلمات والأعمال الصّالحة ولا على الثرثرة غير المفيدة" هذا ما قاله قداسة البابا فرنسيس في عظته مترئسًا القدّاس الإلهيّ صباح اليوم الثلاثاء في كابلة بيت القدّيسة مرتا بالفاتيكان.


إستهلّ الأب الأقدس عظته إنطلاقـًا من القراءة الأولى التي تقدّمها لنا الليتورجيّة اليوم من رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي (1 تس 5 / 1- 11) وقال: إنّ إيمانًا أكيدًا باللقاء النهائيّ مع المسيح، أقوى من الشكّ وثابت يُبهج كلّ يوم لا يقوم أبدًا على الثرثرة والأمور العديمة الجدوى وإنّما على "العزّاء" الذي يقدِّمه المسيحيّون لبعضهم البعض في المسيح يسوع.


 إزاء جماعة "مشوّشة" تتساءل وتسأل الرّسول عن "زمن" عودة المسيح وكيف ستتمّ هذه العودة، وعن مصير الأموات، كان من الضّروريّ على الرّسول أن يقول لهم: "إذا كان أحدٌ لا يريدُ أن يعمَل فليس له أن يأكُل".


 يؤكِّد القدّيس بولس أنّ يوم الرّبّ يأتي بغتة ً كالسّارق ولكنّه يتابع ويقول إنّ يسوع سيحمل الخلاص للذين يؤمنون به ويختتم بالقول: "فلْيُشَدِّدْ بَعضُكم بَعضًا ولْيَبْنِ أَحَدُكُمُ الآخَرَ"، وهذا هو العزّاء الذي يمنح الرّجاء.


"فلْيُشَدِّدْ بَعضُكم بَعضًا". ولكن دعوني أسألكم هل نتحدّث عن هذا الأمر فيما بيننا بأنّ الرّبّ سيأتي وبأنّنا سنلتقيه؟ أم أنّنا نتحدّث عن العديد من الأمور اللاهوتيّة وأمور الكنيسة والكهنة والرّاهبات؟ هل عزاؤنا هو في هذا الرّجاء؟ "فلْيُشَدِّدْ بَعضُكم بَعضًا": شدّدوا بعضكم بعضًا في الجماعة. هل نتحدث في جماعاتنا ورعايانا عن هذا الأمر أي أنّنا ننتظرُ مجيء الرّبّ؟ أم أنّنا نثرثر عن هذا وذاك لكي يمرّ الوقت ولا نملّ كثيرًا؟


 لقد ردّدنا في المزمور(27 / 13): "أَيقنتُ أنّي سَأرى جَودَة ٱلرَّبّ في أَرضِ ٱلأحياء"، ولكن هل تتحلى باليقين بأنّك سترى الرّبّ؟ إنّ المثل الذي ينبغي علينا التّشبه به هو أيوب، الذي وبالرّغم من كلّ بلاياه كان يؤكّد بثبات قائلاً: "فاديَّ حيّ...أُعاينه أنا بنفسي وعيناي تريانِه لا غيري". إنّ صدى نصيحة القدّيس بولس لمسيحيِّ أمس يتردّد لكنيسة اليوم: "فلْيُشَدِّدْ بَعضُكم بَعضًا ولْيَبْنِ أَحَدُكُمُ الآخَرَ" وهكذا يمكننا أن نسير قدمًا.


 لنطلب من الرّبّ هذه النّعمة فتنمو بذور الرّجاء التي زرعها في قلوبنا إلى أن نلتقيه في اللّقاء النهائي. ولتصبح هذه الكلمات أُفق حياتنا: "أنا أكيد أنني سأُعاين الرّب، أنا أكيد أنّ الرّبّ حيّ، وأنا أكيد أنّه سيأتي للقائي". لنطلب هذه النعمة من الرّبّ، ولنُشدِّد بعضنا بعضًا بالأعمال والكلمات الصّالحة.


إذاعة الفاتيكان.