27 تشرين الأول تذكار الشهيدتين كابيتولينا وأورتيدا «على درب القداسة
كابيتولينا امرأة مسيحيّة شريفة من قيصريّة الكابدوك، غنيّة بالمال، لكنَّ غناها بالفضيلة أكبر، تجود بكفٍّ سخيّة على الكنائس والفقراء. بلغ خبرُها والي المدينة فأخذ يعدها ويتوعّدها لتكفر بالمسيح وتضحِّي للأوثان، فلم تبالِ بوعده ووعيده، فأمر بطرحها في السِّجن. ثمّ حاول مرَّةً ثانية إقناعها فلم تتزعزع عن إيمانها.
عندئذٍ أمر بضرب عنقها فتكلّل رأسُها بغار الشّهادة، فأسرعت أروتيدا خادمتُها وأخذت توَّبخ القاضي على حكمه الجائر وتجاهر بإيمانها بالمسيح، فأمر بسجنها ثمّ بطرحها في أتّون النّار فلم تُمَسّ بأذىً، بل كانت تترنّم بتسبحة الفتية في أتّون بابل، فاندهش الجنود وآمن بعضُهم فأمر القاضي بضرب أعناقهم ومعهم أروتيدا ففازوا جميعهم بإكليل الشّهادة سنة 304. صلاتهم معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا
تذكار البابا زكريّا
يونانيّ الأصل، جاء إلى روما وارتسم كاهنًا واشتهر بعلومه الرّسوليّة. ولمَّا توفّي البابا غريغوريوس الثالث، أجمع الإكليريكيون والشّعب على انتخاب زكريّا خلفـًا له سنة 741.
ولمّا احتلّ اللُّمبرديّون إيطاليا وشدُّوا الخناق على الشّعب، تمكّن هذا البابا، بصلاته وغيرته، من عقد الصّلح مع ملكهم، فأوقف الحرب، وأطلق الأسرى وردَّ المدن التي افتتحها.
ثمّ وجَّه البابا عنايته إلى إصلاح شؤون الإكليروس والشّعب، وكان عطوفـًا على الفقراء والبائسين. وكانت له المنزلة الكبرى عند ملوك فرنسا يعملون بنصائحه ويأخذون بآرائه. وله يرجع الفضل باهتداء الجرمانيِّين إلى الدّين المسيحيّ.
ترجم إلى اللغة اليونانيّة بعض تآليف للبابا غريغوريوس الكبير. وبعد أن ساس الكنيسة بكلِّ غيرةٍ وقداسة، رقد بالرّبّ سنة 752. صلاته معنا. آمين.