كلمة قداسة البابا قبل صلاة التبشير الملائكي «متفرقات
تلا قداسة البابا فرنسيس ظهر الأحد صلاة "إفرحي يا ملكة السماء" مع المؤمنين المحتشدين في ساحة القديس بطرس وقبل الصلاة ألقى الأب الأقدس كلمة قال فيها
في إنجيل هذا الأحد الخامس من زمن الفصح، يقدم الرب نفسه على أنه الكرمة الحقيقية ويتحدث عنا كأغصان لا يمكنها أن تحيا دون أن تبقى متحدة به: "أَنا الكَرْمةُ وأَنتُمُ الأَغصان". لا توجد كرمة بدون أغصان، والعكس صحيح. إنَّ الأغصان ليست مكتفية بذاتها، ولكنها تعتمد بشكل كامل على الكرمة التي هي مصدر وجودها.
يُصرُّ يسوع على فعل "ثَبَتَ". ويكرره سبع مرات في مقطع إنجيل اليوم. قبل أن ينتقل من هذا العالم إلى الآب، يريد يسوع أن يُطمئن تلاميذه بأنهم يستطيعون الاستمرار في الاتحاد به، ويقول: "أُثبُتوا فيَّ كما أَثبُتُ فيكم". هذا الثبات ليس ثباتًا سلبيًا، "ورقودًا" في الرب، لا، ليس كذلك. إن الثبات في يسوع الذي يقترحه علينا هو ثبات فاعل، ومتبادل أيضًا. لماذا؟ لأن الأغصان بدون الكرمة لا تستطيع أن تفعل شيئًا، فهي بحاجة إلى العصارة لتنمو وتثمر؛ ولكنَّ الكرمة أيضًا تحتاج إلى الأغصان، لأن الثمار لا تنبت على جذع الشجرة. وبالتالي فهي حاجة متبادلة، إنّه ثبات متبادل لكي تؤتي ثمارها.
أولاً نحن بحاجة إليه، والرب يريد أن يخبرنا أنه قبل حفظ وصاياه، وقبل التطويبات، وقبل أعمال الرحمة، من الضروري أن نتحد به، ونثبت فيه. إذ لا يمكننا أن نكون مسيحيين صالحين ما لم نثبت في المسيح، وإنما معه نستَطيعُ كُلَّ شيَءٍ. لكن يسوع أيضًا، مثل الكرمة والأغصان، يحتاج إلينا. ربما قد يبدو هذا الأمر جريئًا بالنسبة لنا، لذا لنسأل أنفسنا: بأي معنى يحتاج يسوع إلينا؟ هو يحتاج إلى شهادتنا. الثمرة التي، كأغصان، يجب علينا أن نعطيها هي شهادة حياتنا المسيحية. بعد صعود يسوع إلى الآب، كان من واجب التلاميذ الاستمرار في إعلان الإنجيل بالكلمات والأعمال. وقد قاموا بذلك بالشهادة لمحبته: والثمرة التي ينبغي علينا أن نحملها هي المحبّة. وإذ نتّحد بالمسيح، نتلقى مواهب الروح القدس، وهكذا يمكننا أن نفعل الخير لقريبنا والمجتمع والكنيسة. إنَّ الشجرة تُعرف من ثمارها؛ والحياة المسيحية الحقيقية تشهد للمسيح.
متسائلاً كيف يمكننا أن ننجح في ذلك؟ يخبرنا يسوع: "إِذا ثَبَتُّم فيَّ وثَبَتَ كَلامي فيكُم فَاسأَلوا ما شِئتُم يَكُنْ لَكم". إن خصوبة حياتنا تعتمد على الصلاة. يمكننا أن نطلب أن نفكِّر مثله، ونتصرف مثله، وأن نرى العالم والأشياء بعيني يسوع. وبالتالي أن نحب إخوتنا وأخواتنا، بدءًا من الأشدَّ فقرًا والمتألِّمين، على مثاله، ونحبهم بقلبه ونحمل في العالم ثمار الصلاح والمحبة والسلام.
لنوكل أنفسنا إلى شفاعة العذراء مريم، هي التي بقيت على الدوام متّحدة بيسوع وحملت ثمارًا كثيرة، لتساعدنا لكي نثبت في المسيح وفي محبّته وكلمته لكي نشهد في العالم للمسيح القائم من الموت.
إذاعة الفاتيكان