القديس يوحنا الثالث والعشرون: استمرارية مع البابا فرنسيس «متفرقات
يُصادف الحادي عشر من تشرين الأوّل أكتوبر عيد القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين، بابا المجمع الفاتيكانيّ الثاني الذي أعلن قداسته البابا فرنسيس العام الماضي مع القدّيس يوحنّا بولس الثاني في السّابع والعشرين من نيسان أبريل، وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع المؤرّخ أغوسطينو جوفانيولي تحدّث فيها عن آنية تعاليم القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين واستمراريتها مع تعاليم البابا فرنسيس.
قال المؤرّخ أغوسطينو جوفانيولي إنّ السنوات الحاليّة تذكّرنا عن كثب بسنوات القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين. ففي هذه الأيّام يُعقد السينودس الذي يشبّهه البعض بالمجمع؛ في الواقع يمكننا أن نقول أنّ الأسلوب الذي افتتح به القدّيس يوحنّا الثالث والعشرون المجمع الفاتيكانيّ الثاني – أسلوب التّشاور والمجمعيّة – هو ما يميّز أيضًا حبريّة البابا فرنسيس.
كما وهناك مواضيع تعود مجدّدًا وقضايا بدأ التحدّث بها في المجمع الفاتيكانيّ الثاني وهي اليوم أكثر آنية من ذي قبل.
تابع أغوسطينو جوفانيولي يقول يذكّرنا موضوع الرّحمة فورًا بالقدّيس يوحنّا الثالث والعشرين والذي كان يُعرف من قبل الشّعب بالـ "بابا الطيّب"... وهذا الأمر يجعلنا نفهم كيف استشفّ الشّعب رحمة البابا رونكالي وطيبته وصبره.
وفي الرّسالة التي دعا فيها الأب الأقدس لإقامة يوبيل الرّحمة يذكّر البابا بخطاب القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين في افتتاح المجمع الفاتيكانيّ الثاني مسلّطًا الضّوء على أهميّة "دواء الرّحمة" في تلك المرحلة التاريخيّة. إنّ أسلوب القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين في التّعبير يختلف بالطبع عن أسلوب البابا فرنسيس لكن المعنى هو نفسه. أي في المرحلة التي تنفتح فيها الكنيسة على مجهود رسوليّ جديد إزاء العالم المُعاصر – يتحدّث القدّيس يوحنّا الثالث والعشرون في هذا السّياق عن "عنصرة جديدة" ليلخّص الصّورة التي تشير على مجهود المجمع – تظهر مجدّدًا وبوضوح الرّسالة الإنجيليّة للرّحمة. وبالتالي فإنّ هذه الرّحمة التي نعلنها ينبغي أن تتجاوب مع أسلوب الإعلان بمعنى آخر ينبغي أن تظهر محبّة الله للبشر من خلال شهادة الكنيسة.
أضاف المؤرّخ أغوسطينو جوفانيولي يقول إنّ القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين هو أيضًا بابا "السّلام في الأرض" وهنا أيضًا يُمكننا أن نرى آنية هذه الوثيقة الرّائعة، كما ويمكننا أن نرى أيضًا استمراريّة واضحة وقويّة مع تعاليم البابا فرنسيس، في هذا العناق للعالم وللعائلة البشريّة، كما يقول الباباوات، وهذا التّشديد على وحدة العائلة البشريّة الذي يحمل السّلام.
من الجدير بالذّكر أنّ القدّيس يوحنّا الثالث والعشرين قد كتب رسالته العامّة "السّلام في الأرض" بعد أشهر قليلة من أزمة كوبا، الأزمة التي حملت العالم إلى شفير حرب عالميّة ثالثة تمّ إيقافها بفضل المُساهمة التي أعطاها البابا يوحنّا الثالث والعشرون للسّلام.
وفي خلال الأشهر الماضية – كما نعلم – أراد البابا فرنسيس أن يدخل في الوساطة التي حملت إلى استعادة العلاقات بين كوبا والولايات المتّحدة. وبالتّالي فهذا الوعي والإدراك للسّلام الموجّه للبشريّة بأسرها لا يمكننا أن نفصله أبدًا عن موضوع رحمة الله.
إذاعة الفاتيكان.