البابا يعقد مؤتمرًا صحفيًا في طريق عودته إلى روما «متفرقات
عقد البابا فرنسيس مؤتمرًا صحفيًا مساء الثلاثاء على متن الطائرة التي أقلته إلى روما عائدًا من تالين عاصمة إستونيا في أعقاب زيارة شملت جمهوريات البلطيق الثلاث: ليتوانيا، إستونيا ولاتفيا.
طرح الصحفيون المرافقون للبابا سلسلة من الأسئلة تناولت باقة من المواضيع المختلفة بدءًا من الزيارة التي تمحورت خلالها خطابات البابا حول أهمية الرجاء والنظر إلى المستقبل والعمل على تحقيق مصالحة حقيقية. شدد فرنسيس على ضرورة أن تحافظ الدول الشقيقة الثلاث على هويتها الخاصة والتي داستها في أكثر من مناسبة أرجل الغزاة لافتا إلى أن هذه الهوية استُخدمت بالأمس كدرع في وجه الدكتاتوريات، واليوم ينبغي على المسنين أن ينقلوا هذا الإرث الهام إلى الأجيال الفتية، فضلا عن التاريخ الثقافي والإيماني والفني الذي تتمتع به المنطقة.
وفي رد على أسئلة الصحفيين أشار البابا إلى الزيارة التي قام بها للمتحف في فيلنيوس عاصمة ليتوانيا حيث شاهد غرف التعذيب، وشكل هذا الأمر مناسبة ملائمة للتنديد بالعنف، وبفضيحة الاتجار المشروع وغير المشروع بالسلاح الذي يغذي العنف. واعتبر فرنسيس أن كل أمة تتمتع بالحق المشروع في الدفاع عن نفسها لكن يجب أن تملك الأمم جيشا "عقلانيا" يدافع عنها ولا يقوم بالاعتداء على الآخرين.
ولم تخلُ كلمات البابا من التطرق إلى مسألة أخرى آنية ألا وهي الهجرة، مع أن جمهوريات البلطيق الثلاث تُعتبر مصدرا ووجهة للهجرة في الآن معا، وقال إن قادة الدول الثلاث الذين التقى بهم شددوا هم أيضا على قيمة الضيافة.
في معرض رده على سؤال بشأن التقارب بين الكرسي الرسولي والصين قال البابا فرنسيس خلال المؤتمر الصحفي إنه وقع على اتفاق مع الصين وهو مسؤول عنه، ودعا إلى الصلاة من أجل من لا يفهمون أهمية هذا التقارب. ولفت إلى أنه في كل اتفاق سلمي تتنازل الأطراف عن شيء ما، وأكد أن البابا سيقوم من الآن وصاعدا بتعيين الأساقفة الصينيين. وأشاد فرنسيس بالصبر والحكمة اللذين ميّزا المفاوضين الفاتيكانيين، وفي طليعتهم الكاردينال بارولين والمطران تشيلّي. ولفت في هذا السياق إلى أنه قيّم ملفات الأساقفة الذين لم يحصل تعيينهم على موافقة الفاتيكان. وشاء البابا أن يحيي الإيمان الكبير الذي يميّز الكاثوليك في الصين والممتحنين منذ فترة طويلة.
وفي سياق إجابته على سؤال لصحفية ألمانية بشأن التعديات الجنسية على القاصرين من قبل رجال الدين الكاثوليك، قال البابا إنه لأمر رهيب أن يوجد كاهن واحد يقترف شيئا من هذا القبيل، وأكد أنه لم يوقع إطلاقا على أي رسالة لطلب العفو فيما يتعلق بالملفات التي أشار إليها مجمع عقيدة الإيمان. وختم البابا قائلا إن التعديات الجنسية موجودة في كل مكان لكن الوضع داخل الكنيسة هو الأسوأ لأن الكهنة مدعوون إلى حمل الأطفال على اللقاء بالله، وهذا الأمر ليس قابلا للنقاش. وأشار إلى ما حصل داخل الكنيسة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية مؤكدا أن الكنيسة كان تغطي هذه الفضائح في الماضي، لكنها تبذل اليوم ما في وسعها من أجل التصدي لها.
إذاعة الفاتيكان.