البابا فرنسيس يحتفل بعيده الـ 79 «متفرقات
يحتفل قداسة البابا فرنسيس بعيده التّاسع والسّبعين، وللمناسبة أجرت إذاعة الفاتيكان مقابلة مع الكردينال سانتوس آبريل إي كاستيلّو رئيس بازيليك القدّيسة مريم الكُبرى التي أصبحت بيت الحبر الأعظم الثاني.
قال الكاردينال سانتوس آبريل: إنّها لفرحة كبيرة أن أتمكّن من التّعبير للأب الأقدس عن أحرِّ الأمنيات بمناسبة عيد ميلاده وأن أرفع في هذه المناسبة أيضًا صلاة حارّة إلى الرّبّ لكي يُساعده في خدمته المهمَّة في الكنيسة. نراه يقوم بهذه الخدمة بالتزامٍ كامل وبتفانٍ ولذلك نرافقه بالصّلاة وأطيب الأمنيات لكي يساعده الرّبّ والعذراء مريم – التي يُعرف بالتعبُّد لها – لكي يقوم برسالته على أفضل وجه كما فعل حتّى الآن.
لقد زار الأب الأقدس بازيليك القدّيسة مريم الكُبرى مرّات عديدة ليكرِّم العذراء لأنّه متعبّد جدًا لها وهذا الأمر ليس جديدًا في حياته. أذكر عندما كنتُ سفيرًا بابويًّا في الأرجنتين كان يقول لي أنّه في كلّ مرّة يزور فيها روما كان يمرّ لزيارة العذراء في هذه البازيليك وليرفع لها نواياه من أجل احتياجات الكنيسة وليتمكن من القيام بخدمته على أفضل وجه. والآن ومن بعد انتخابه حبرًا أعظم زار هذه البازيليك ثماني وعشرين مرّة وهذه دلالة مهمّة على محبّته للعذراء وتعبّده لها. فهو يزورها قبل أن ينطلق في زياراته الرسوليّة ولدى عودته منها ويقول لي على الدّوام: "لا يمكنني إلّا أن آتي لألقي عليها التحيّة".
البابا فرنسيس يقوم بعمل مميّز جدًّا في الكنيسة، وحبريّته غنيّة بالعديد من النقاط التي ينبغي أخذها بالإعتبار. أعتقد أنّه من المهمّ أوّلاً الدّور الذي يقوم به في متابعة رسالة بطرس في الكنيسة كونه أسقف روما والحبر الأعظم مرشد للكنيسة، وأعتقد أنّه يُعطي للكنيسة مثالاً في الالتزام والتفاني في المحبّة لهذه الكنيسة دون أن يوفّر أي مجهود أو طاقة أو مخاطرة.
وأعتقد أن كيفيّة عيشه لرسالته قد أثّر كثيرًا في الجميع لأنّه يقوم بخدمته بدقّة وثقة كبيرة بالرّبّ وفي الوقت عينه بتلك البساطة التي يَعرِف من خلالها كيف يقترب من الجميع. هو يعظ كثيرًا عن الرّحمة ولكنّه يجسّدها أيضًا في حياته تجاه الجميع: تجاه القريبين منه وتجاه الكنيسة الجامعة.
الأب الأقدس يقول على الدّوام: "إنّه زمن الرّحمة"، وهذه ميزة أراد أن يطبعها في حبريّته ولذلك نجد من البديهيّ أنّه أراد هذه السنة المقدّسة للرّحمة التي، وكما قال في مناسبات عديدة، يريدها أن تشمل الكنيسة بأسرها في مختلف أنحاء العالم. ولذلك أعتقد أنّه أراد بشكل خاص – وفريد حتّى يومنا هذا – أن يُحتفل بالسنة المقدّسة من خلال فتح الباب المقدّس ليس في روما فقط وإنّما خارجها أيضًا، في بلد أفريقي يُعاني ويتألّم. لقد فتح باب سنة الرّحمة هناك لكي يقول أنّ الرّحمة ليست فقط لجزءٍ معيّن من العالم وإنّما ينبغي أن تشمل الجميع في جميع القارّات، لأنّنا جميعًا كائنات بشريّة بحاجة ماسّة للرّحمة.
هناك جانب آخر مهمّ من حبريّة البابا فرنسيس وهو إصلاح الكوريا الرومانيّة، وهذا الإصلاح كما قال مرارًا ليس مُبادرة فرديّة وإنّما هذا ما طلبه العديد من الكرادلة في المرحلة التحضيريّة لانتخاب الحبر الأعظم الجديد وأشاروا حينها إلى بعض النقاط والتصرّفات وبالتالي فالبابا فرنسيس قد جمع هذه الاقتراحات وأراد أن يحقـّقها في الحياة اليوميّة وفي حياة الكنيسة. إنَّ هذا الإصلاح بالتأكيد لن يتمّ في وقت قصير وسيتطلّب الكثير من الوقت لكنَّ البابا يقوم به شيئًا فشيئًا وبشكلٍ واضح وحازم.
وختم الكردينال سانتوس آبريل إي كاستيلّو رئيس بازيليك القدّيسة مريم الكُبرى حديثه لإذاعتنا رافعًا الصّلاة للرّبّ والعذراء لكي يساعدا الحبر الأعظم في إتمام ما يريد القيام به من أجل إصلاح الكنيسة لكي تكون على الدّوام عضدًا للبشريّة بأسرها فتحيا بطمأنينة وسلام ويكون البابا هكذا فرحًا وسعيدًا. لقد سمعتُه مرّات عديدة يقول أنا أسير قدمًا بسلام وحزم في هذا الإصلاح وقيادة الكنيسة في سبيل خير الآخرين؛ وبالتالي فهو بهذا يقدّم لنا مثلاً صالحًا لنا لكي نعمل معًا لتحسين الكنيسة ولكي تتمكن الكنيسة بدورها من تحسين عالم اليوم.
إذاعة الفاتيكان.