البابا فرنسيس في لقاء مسكوني في تالين «متفرقات
في إطار زيارته الرسولية إلى إستونيا يوم 25 أيلول سبتمبر التقى قداسة البابا فرنسيس الشباب في كنيسة شارل اللوثرية في العاصمة تالين. وبدأ كلمته موجها الشكر للشباب على ترحيبهم الحار وأيضا على الشهادات التي قدمها ثلاثة منهم، كما شكر رئيس أساقفة الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في إستونيا ورئيس مجلس كنائس إستونيا والمدبر الرسولي في إستونيا وممثلي الطوائف المسيحية الأخرى على حضورهم، وخص بالشكر أيضا رئيسة البلاد. تحدث البابا فرنسيس بعد ذلك عن جمال هذه اللقاءات وتقاسم شهادات الحياة والتعبير عن أفكارنا وتطلعاتنا، وجمال أن نكون معا نحن مَن نؤمن بيسوع المسيح، وتابع قداسته أن هذه اللقاءات تحقق حلم يسوع "لْيكونوا بِأَجمَعِهم واحِداً.. ليؤمن العالم" (راجع يو 17، 21). شدد البابا من جهة أخرى على أهمية أن نرى بعضنا بعضا كحجاج في مسيرة مشتركة، وأن نفتح قلوبنا بثقة على رفيق الدرب بدون ريبة ناظرين فقط إلى ما نبحث عنه بالفعل، السلام.
ذكّر البابا فرنسيس بعد ذلك بحديث يسوع عن غباوة هذا الجيل حسب ما يذكر إنجيل القديس متى ( متى 11،16-19) حيث يبدو أن مَن كان يتحدث إليهم يسوع لا يعجبهم شيء، وواصل البابا متحدثا إلى الشباب مشيرا إلى أنه غالبا ما يرون الكبار حولهم لا يعرفون ماذا يريدون أو ماذا ينتظرون من الشباب، ولا يفهمون فرحهم أو قلقهم. وتابع قداسته مذكرا بالاستعدادات لسينودس الأساقفة حول الشباب الذي سيبدأ قريبا، والتي كشفت عن طلب الكثير من الشباب أن يكون هناك مَن يرافقهم ويفهمهم بدون الحكم عيهم، مَن هو قادر على الإصغاء إليهم والإجابة على أسئلتهم. وواصل البابا مشيرا إلى أن كنائسنا، وكل مسيرة دينية لها تركيبة مؤسساتية حسب ما ذكر، تحمل في بعض الأحيان تصرفات كان فيها من الأسهل التحدث وتقديم النصائح واقتراح خبراتنا أكثر من الإصغاء وجعل أنفسنا نُساءل ونُنار بما يعيش الشباب، بينما نريد اليوم، أكد قداسة البابا "أن نبكي معكم إن كنتم تبكون، أن نرافق أفراحكم بتصفيقنا وضحكاتنا، أن نساعدكم في عيش اتِّباع الرب". وأضاف الحبر الأعظم أن علينا وكي نكون بجانب الشباب تغيير أمور كثيرة هي التي أبعدت الشباب.
تحدث الأب الأقدس بعد ذلك عن الجملة الإنجيلية المكتوبة على محراب الكنيسة التي تستضيف اللقاء، وهي "تَعالَوا إِليَّ جَميعاً أَيُّها المُرهَقونَ المثقَلون، وأَنا أُريحُكم" (متى 11، 28)، وقال البابا إن يسوع قد سبق كلماته هذه بتمجيد الآب وذلك لإدراكه أن مَن فهم جوهر رسالته وشخصه هم الصغار. ودعا الباب فرنسيس الجميع إلى ترديد جملة يسوع هذه مقتنعين بأن يسوع هو سبب وجودنا هنا، وبأنه ما من راحة أكبر من أن نجعل يسوع يحمل أثقالنا. وتابع قداسته أن الحب اليوم يبدو وكأنه مات، ولكننا نعلم أن هذا غير صحيح ولدينا بالتالي ما نقوله وما نعلنه بكلمات قليلة وأفعال كثيرة.
وفي ختام كلمته إلى الشباب خلال اللقاء المسكوني الذي عُقد صباح اليوم في كنيسة شارل اللوثرية في العاصمة الإستونية تالين دعا البابا فرنسيس إلى استقبال الجديد الذي يحمله يسوع في حياتنا، هذا الجديد الذي يدفعنا إلى التوجه حيثما توجد البشرية الأكثر جرحا، ولن نكون هناك وحدنا بل سيأتي معنا الله. وتابع قداسته طالبا القوة الرسولية لحمل الإنجيل إلى الآخرين وكي لا نجعل حياتنا المسيحية متحفا للذكريات، فلندع الروح القدس يجعلنا نتأمل التاريخ بنظرة يسوع القائم، فهكذا ستتمكن الكنيسة من السير قدما متقبلة مفاجآت الرب، مستعيدة شبابها وفرح وجمال العروس المتوجهة للقاء الرب
إذاعة الفاتيكان.