25 كانون الثاني تذكار إيمان بولس الرسول واعتماده «على درب القداسة
قال لوقا البشير في كتاب أعمال الرسل:" كان شاول لا يزال يَقذِف تهديدًا وقتلاً على تلاميذ الرّبّ فأقبل إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق، إلى المجامع، حتى إذا وجد أناسًا من هذه الطريقة، رجالاً أو نساءً، يسوُقهم مُوثَقين إلى أورشليم...
وفيما هو منطلق، وقد قرُب من دمشق، أبرق حوله بغتةً نورٌ من السماء. فسقط على الأرض وسمع صوتًا يقول له: شاول شاول، لِمَ تضطهدُني؟ فقال مَن انت يا رب، فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده. إنّه لَصعبٌ عليك أن ترفس المهماز. فقال وهو مرتعدٌ منذهل: يا رب، ماذا تريد أن أصنع؟ فقال له الرّبّ: قمّ وادخل المدينة وهناك يُقال لك ماذا ينبغي أن تصنع.
أمَّا الرجال المسافرون معه فوقفوا مبهوتين، يسمعون الصوت ولا يرون أحدًا. فنهض شاول عن الأرض ولم يكن يُبصر شيئًا، وعيناه مفتوحتان. فاقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق. فلبث ثلاثة أيّام لا يُبصر ولا يأكل ولا يشرب. وكان في دمشق تلميذٌ اسمه حنَنّيا. فقال له الرّبّ: قم فانطلق إلى الزقاق الذي يُسمّى القويم والتمس في بيت يهوذا، رجلاً من طرطوس اسمه شاول فهوذا يصلِّي".
... فنهض حننيا ودخل البيت ووضع يديه عليه قائلاً:" يا شاول اخي، إن الرّبّ يسوع الذي تراءى لك في الطريق وأنت آتٍ فيها، ارسلني لكي تبصر وتمتلىء من الروح القدس". فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشرٌ، فعاد بصره فقام واعتمد. وأخذ طعامًا فتغذَّى ومكث أيّامًا مع التلاميذ الذين بدمشق. وللوقت أخذ يكرُز في المجامع بيسوع أنّه هو ابنُ الله. فدَهِش كل الذين سمعوه وقالوا أليس هذا هو الذي كان يُبيد في اورشليم الداعين بهذا الاسم، وانما جاء إلى هنا ليسوقهم موثَقين إلى رؤساء الكهنة؟ وكان شاول يزداد قوة ويُخجِل اليهودَ القاطنين بدمشق، مبرهنًا أنَّ هذا هو المسيح" (اعمال 9: 1- 22). وكان يبشّر به في دمشق.
إنّ إيمان بولس لأهم حادث تاريخي في صدر النصرانية. وهو الدليل الساطع على مفعول النعمة التي جعلت من شاول المضطهِد أعظم رسول جن في محبة المسيح، حتى سفك دمه من أجله، كما جاهر بذلك، اذ قال:" لأني انا أحقر الرسل ولست اهلا لان أسمى رسولاً لاني اضطهدتُ كنيسة الله، لكني بنعمته صرت على ما أنا عليه ونعمته التي فيَّ لم تكن باطلة، بل تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا، بل نعمة الله معي". (1كور15: 9 و10). صلاته معنا. آمين.