24 تشرين الأول تذكار القديس بروكلوس «على درب القداسة
ولد بروكلوس في القسطنطينيّة وكان تلميذًا للقدّيس يوحنّا فم الذهب. وقد اشتهر بالعلم والفضيلة.
وقد سقِّف على مدينة كيزيكُس وحمل على نسطور، الناكر الأمومة الإلهيّة على سيّدتنا مريم العذراء، حملة شعواء وفنَّد هرطقته، مثبتًا صحّة الإعتقاد الكاثوليكيّ القويم.
وفي السنة 434، انتُخب بطريركًا على القسطنطينيّة. فكان ذلك الرّاعي الغيور المتفاني في خير شعبه، وله تآليف عدَّة ورسائل قيِّمة.
وقد أجرى الله على يده معجزة إيقاف الزلزال الهائل الذي حدث في القسطنطينيّة وجوارها سنة 447، وذهب بألوف الضحايا. فهرب الناس إلى البراري والحقول فقام هذا البطريرك يتفقَّدهم ويعزِّيهم ويوزع عليهم المساعدات ويحرم نفسه الطعام ليشاركهم في آلامهم. وبينما هو يتضرّع إلى الله ليرحم شعبه، إذا بأصوات الملائكة تسبِّح وتقول: قدّوس الله، قدّوس القويّ، قدّوس الذي لا يموت، عندها هدأت الزلزلة، ومن ذلك الحين دخلت تلك التسبحة في الليتورجيّا. وتوفي بروكلوس سنة 447. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا
تذكار القدّيس امبراميوس وابنة أخيه مريم
ولد امبراميوس في مدينة الرّها من أسرة مسيحيّة غنيَّة. وتتلمذ للقدّيس أفرام الذي كتب سيرته وهذه خلاصتها: لمَّا شبَّ امبراميوس نذر بتوليّته لله. وانسلَّ من البيت وذهب إلى البرّية، فسكن مغارةً، يمارس فيها الصّلاة والتأمل وجميع أنواع التقشفات.
واشتهرت قداسته فتقاطر إليه الناس. فرسمه أسقف الرّها كاهنًا وأرسله إلى بلدة قريبة، كان أهلها متعبدين للأوثان، فردَّهم بمثله وإرشاده إلى الايمان بالمسيح، كما أنّه عُني بتربية مريم ابنة أخيه اليتيمة تربية صالحة.
وما زال هذا القدّيس سائرًا على طريق الفضائل إلى أن رقد بالرّبّ سنة 370. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا
تذكار الشهداء حارث ورفاقه
كان حارث شيخًا جليلاً وزعيم النصارى بمدينة نجران، يوم دخلها اليهود وأعملوا السيف بأهلها. وقبضوا على حارث. فخيَّروه بين الكفر بالمسيح، أو الموت مهانًا، فأجاب قائلاً: "الموت ولا الكفر بمن مات لأجلي".
وقبل أن ينفَّذ به الحكم، التفت إلى رفقته وأخذ يشجعهم على الثبات في إيمانهم فهتفوا بصوت واحد: "إنّه لا يفصلنا عن محبّة المسيح إلهنا عذابٌ ولا سيفٌ، ولا موتٌ". عندئذ أمر الملك بضرب أعناقهم مع شيخهم حارث، فنال جميعهم إكليل الشهادة سنة 523. وكان عددهم 340 شهيدًا. صلاتهم معنا. آمين!