21 حزيران تذكار القديس يولينوس اسقف نولا «على درب القداسة

 

21 حزيران تذكار القديس يولينوس اسقف نولا

 

 

 

وُلد هذا القديس العظيم في مدينة بوردو إحدى مدن فرنسا، من أسرة اشتهرت بشرفها وثروتها. فدرس على الخطيب والشاعر الشهير أوسينوس. وبسمت له الدُنيا ولا سيما بما كان له من أملاك واسعة في فرنسا وإسبانيا وروما. ثم اقترن بامرأة إسبانية تُسمّى تراسيا تضاهيه شرفًا وثروة وفضيلة. رزق منها ولدًا لم يعش سوى ثمانية أيّام، فنذر هو وامرأته أن يعيشا عفيفَين.

 

ثم أقامه الملك والنتيان قنصلاً ثم واليًا على روما، فأحسن القيام بوظيفته وتعرف بالقديس أمبروسيوس في ميلانو، فأحبه كثيرًا. كما امتدحه القديسان أغوسطينوس وايرونيموس. ترك وظيفته وآثر العيشة النسكية منفرداً في مدينة برشلونا. فأدهش الناس بفضائله وتقشفاته وسيرته الملائكية. فطلب الإكليروس والأعيان من أولمبيوس الأسقف أن يرسم يولينوس كاهنًا، فارتقى الدرجة المقدسة سنة 373. فذهب وباع أملاكه في فرنسا وإسبانيا ووزع اثمانها على الفقراء والبائسين وافتداء الأسرى وإطلاق سبيل المسجونين وإيفاء الديون عن المتضايقين ومساعدة الأرامل والأيتام.

 

ثم سار إلى ميلانو فأجلّه القديس امبروسيوس وأحصاه بين كهنة كنيسته. ثم جاء إلى روما فلقيه الشعب باحتفال نادر المثال. وفي السنة 394 أتى مدينة نولا وتبعته امرأته تراسيا. فأقاما هناك بيت يخصهما، منفصلَين الواحد عن الآخر، لابسَين الزي الرهباني، يمارسان العيشة النسكية.

 

وعاش هذا القديس خمس عشرة سنة بالفقر والمسكنة والنسك الشاق، حتى أدهش أهل اوروبا. وفي سنة 409 توفي أسقف نولا، فانتُخِب يولينوس خلفاً له، فدبر رعيته بما عرف به من غيرة وتواضع وتضحية.

 

ثم رقد بالرّبّ سنة 431 كما ان امرأته استمرت عائشة بالنسك والعبادة إلى ان ماتت بنسمة القداسة. ولهذا القديس رسائل ومؤلفات نفيسة، وجسده محفوظ في روما مع ذخائر برتلماوس الرسول في الكنيسة. صلاته معنا. آمين.

ِ