21 تذكار القديس قذراتس «على درب القداسة
نشأ قذراتس في مدينة آثينا في أواخر القرن الأوّل. وقد تثقّف على أشهر علمائها وكان تلميذًا للرّسل الأطهار كما يقول القدّيس إيرونيموس. وقد اشتهر بكتاباته الدّفاعية عن الدّيانة المسيحيّة.
فبعد أن بشّر هذا القدّيس بالإنجيل في أماكن عديدة، أقيم أسقفًا على آثينا حيث كانت وطأة الإضطهاد شديدة جدًا على المسيحيّين، فهبّ كالأسد المجروح، يدافع عنهم بكلّ ما أوتيَ من روح الإيمان الحيّ.
وأخذ يعترض على أحكام الوُلاة الجائرة ويحامي عن شرف الدين المسيحيّ وسُموّ تعاليمه وقداسة أسراره، وحسن سلوك المسيحيّين وإخلاصهم للمملكة، وذلك بأدلّة وبراهين ساطعة.
فدبّج عريضة مُسهبة بذلك وقدّمها بذاته إلى الملك أدريانوس الذي جاء زائرًا آثينا، فكان لهذه العريضة وللخطبة التي ألقاها قذراتس أمام الملك تأثيرٌ عظيمٌ فأمر بأن يُعامل المسيحيّون بموجب الشّرائع وألّا يحكم عليهم بالموت إلّا لجرمٍ ثابت ثقيل.
واستمرّ هذا الأسقف القدّيس يسوس رعيّته بغيرة رسوليّة لا تعرف تعبًا ولا مللاً إلى أن رقد بالربّ سنة 138 صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضاً: تذكار تاودورس الشّهيد.
ولد هذا القدّيس في مدينة برجا، في إقليم بمفيليا في أوائل القرن الثاني للمسيح. ولمّا شبّ عُيِّن جنديًّا في جيش الملك أنطونينوس قيصر يمارس الفضائل السّامية والتقوى الصحيحة والشفقة على المساكين.
ولمّا كان في مدينة صور، وُشِي به إلى الوالي بأنّه مسيحيّ. أُمِرَ بأن يضحّي للأصنام، فرفض وترك وظيفة الجنديّة قائلاً: "إنّني حينما اقتبلت سرّ العماد تجنّدت لملك السماوات يسوع المسيح فلا أريد بعد الآن، أن أخدم ملكًا أرضيًّا".
فأمر الوالي بضربه وجلده بقساوة بربريّة، فكان القدّيس صابرًا ثابتًا في إيمانه. ثمّ وضعوه في أتون نار متّقدة، فصانه الله من الحريق وخرج من الأتون سالمًا، فعند هذه الآية الباهرة، آمن إثنان من الجند هما سقراط وديونسيوس، واعترفا جهارًا بإيمانهما بالمسيح.
وكانت فيليا والدة القدّيس تاودورس حاضرة، فأمر الوالي بقطع رأسها ورأسَيّ الجنديّين اللذين آمنا. ففاز ثلاثتهم بالشّهادة. أمّا تاودورس، فحُكم عليه بالموت مصلوبًا على خشبة، حيث بقي ثلاثة أيّام صابرًا مصليًّا وشاكرًا الله، إلى أن أسلم الرّوح وتكلّل بالشّهادة في أواسط القرن الثاني للمسيح. صلاته معنا. آمين.