19 تموز تذكار الشهيدة مارغريتا «على درب القداسة
كانت مرغريتا من إنطاكية. ابنة ايزيديوس كاهن الأوثان. ماتت أمّها إثر ولادتها فسلّمها أبوها إلى مرضعة مسيحيّة فربّتها على مبادئ الدّين المسيحيّ. ولمّا عرف أبوها استاء جدًا وشاء أن يردّها إلى الوثنيّة، فأخذ يعنّفها لتكفر بالمسيح، فلم ينجح. لذلك طردها من البيت، فرفقت بها مرضعتها وأخذتها إلى بيتها.
وبينما كانت يوماً ترعى غنم سيّدتها، رآها الوالي أوليبريوس، فراقه جمالها ورغب في أن يتزّوجها. فسألها من هي فأجابته: "أصلي معروف بالشّرف في المدينة وأنا أمة لربّي يسوع المسيح، أُحبّه وأعبده منذ صغري".
فقال لها ما اسمك؟ قالت: يُسميني الناس مارغريتا ولي اسم أشرف وهو "مسيحيّة". فأخذ يلاطفها لترضى بأن تكون زوجة له. فأبت. فحنق وتحوَّل هيامه بها إلى حقد وبغض شديد. ولمّا صدر الأمر باضطهاد المسيحيِّين، نحو سنة 300 أرسل فألقى القبض عليها وطرحها في سجن مظلم ومنع عنها الطعام، فظهر لها ملاك الرّبّ يشدِّدها ويعزّيها.
ثمّ استحضرها الوالي أمام مجلس حافل وأمرها بأن تنثني عن غيها، فتكون براحة وهناء، وإلّا فالعذاب والموت. فأجابته: "إنّ راحتي وحياتي في محبّتي لربّي يسوع المسيح. واعلم أنّ لا عذاب ولا موت ولا قدرة بشريّة يمكنها أن تنزع من قلبي هذا الكنز الثمين".
حينئذ أمر الوالي بتعذيبها، فعلقوها بشعر رأسها وجلدوها جلدًا عنيفًا، حتى تمزّق جسدها وسالت دماؤها وهي صابرة، فآمن كثيرون من الحاضرين. فأعادها الوالي إلى السجن، فأخذت تُصلي إلى الله ليقويها على تحمل العذاب ويؤهلها إلى سفك دمها حبًّا له.
فأخرجها الوالي من السّجن وأمر فَكَووها بصفائح حديد محمية، فاستمرت صابرة تشكر الله على نعمة الإستشهاد. ولمّا عجز الوالي عن إقناع فتاة ضعيفة أمر بضرب عنقها فنالت إكليل الشّهادة نحو سنة 300.
ويُسميها الرّوم مارينا الشّهيدة العظيمة وهي غير مارينا شفيعة دير قنوبين التي مرّ تذكارها أوّل أمس. وغير مارينا السّلوقية التي كانت سنة 1056. صلاتها معنا. آمين.