17 شباط تذكار البار اغابيطوس اسقف سينادا في فريجيا «على درب القداسة
وُلِدَ اغابيطوس في الكبادوك من والدين مسيحيّين. ونشأ على البِرّ والتقوى. وكان جنديًّا في أيّام الملك قسطنطين الكبير، فترك الجنديّة وآثر الحياة النسكيّة. فعكف على التقشف والأصوام وقهر الجسد بنوع غريب، يواظب الصلوات والتأملات في الكمالات الإلهيّة.
ولمّا ثار الإضطهاد على المسيحيِّين، قبض عليه الوثنيّون وأذاقوه من العذابات ما كاد يودي بحياته، لكنّ الله أبقاه حيًّا لخير يُرجى منه فمنحه صنع الآيات حتى اشتهرت قداسته وبلغت أسقف سينادا في فريجيا من أعمال آسيا الصغرى فاستدعاه وأقامه معاونًا ورقاه شمّاسًا ثم كاهنًا. فأخذ يتفانى في خدمة النفوس.
ولمّا توفي الأسقف، اختاره الشّعب خلفاً له. فظهر راعيًا صالحًا، مضطرمًا بنار الغيرة على رعيته، دائبًا في الوعظ والتعليم وعمل الخير ولاسيّما في إغاثة البائسين والعناية بالفقراء، فأجرى الله بصلاته آيات باهرة. ثمّ رقد بالرّبّ سنة 336. صلاته معنا. آمين.
وفي هذا اليوم أيضًا
تذكار البار كونرادوس
كان كونرادوس من مدينة بلازنسا في إيطاليا رجلاً غنيًا متزوجًا. خرج ذات يوم للصيد وأشعل نارًا، فأثارها الهواء في الزروع فأحرقت حقولاً كثيرة فهاله الأمر واغتمَّ له جدًّا، ولكنّه لم يبح بأمره، فوقعت الشبهة على رجل فقير، قبضت الحكومة عليه.
ولمّا استنطقه القاضي، أقرّ تحت الضغط والضرب، فحكموا عليه بالإعدام. وما عرف به كونرادوس حتى هبّ ينقذ ذلك الفقير المظلوم. وقف أمام القاضي وأقرّ بما حدث، مبّرئًا المحكوم عليه، ومستعدًا للتعويض عمّا أتلفته النّار وإن كان عن غير قصد، فأطلق القاضي سبيل المتهم، وغرّم كونرادوس قيمة المتلف.
فباع كلّ ما يملكه وأمسى فقيرًا. فاتّفق مع زوجته على هجر العالم فذهبت هي إلى دير للرّاهبات. ومضي هو الى صقلّية، حيث عاش ناسكاً لمدّة أربعين سنة، لذلك منحه الله معرفة المستقبلات وصنع الآيات. وانتقل إلى ربّه سنة 1351. صلاته معنا. آمين.