14 كانون الثاني تذكار القديس هيلاريوس أسقف بواتيه «على درب القداسة
وُلد هذا القدّيس في مدينة بواتيه في فرنسا من أسرة شريفة. درس العلوم ومارس الفضائل وتسامى فيها وكان يستغرق في التأمل ولاسيّما في فاتحة إنجيل يوحنّا: في البدء كان الكلمة. وشعر بعد اعتماده بسعادة تفوق الوصف.
تزوج بامرأة فاضلة رُزق منها ابنة. وماتت بعد أن ارتقى درجة الكهنوت. فكرَّس ذاته لخدمة الله. وأشار على ابنته بالتَّرهُب. وأخذ يتفانى غيرة في خلاص النفوس.
وفي سنة 350، انتُخِب أسقفـًا على مدينته بواتيه، خلفـًا للقدّيس مكْسَنْت. فطَفِقَ يُواصل جهاده في خير رعيّته، ويناصب الأريوسيّين، مُدافعًا عن الإيمان الكاثوليكيّ بخِطَبِه البليغة وتآليفه القيِّمة. فنفاه الملك قسطنس الأريوسيّ إلى فريجيا في أطراف آسيا الصغرى. فسار إلى منفاه، وهو يقول: من المُمكن نفي الأساقفة ولكن هل يمكن نفي الحقيقة؟! إنّ كلمة الله لا يُمكن أن تقيَّد بنفيٍ أو أسرٍ. وكان، وهو في منفاه، يُشغل العالم بكتاباته وتآليفه ورسائله إلى كهنة أبرشيّته يحثّهم على القيام بواجباتهم نحو الرعيّة.
وفي سنة 359، حضر مجمعًا عقد في مدينة سلوقية، فقام فيه يدافع مدافعة الأبطال عن حقيقة العقيدة الكاثوليكيّة. ثم رجع إلى كرسيه في بواتيه. فكان له استقبال منقطع النظير. فعاد يواصل جهاده في خير أبنائه، بمثله الصّالح ومواعظه المؤثرة، عاكفـًا على تأليف الكتب الدينيّة أخصَّها بحثه في سرِّ الثالوث الأقدس وتفسير المزامير وإنجيل متى. وهو أوّل من أدخل الحياة الرّهبانيّة إلى الغرب. وأجرى الله على يده آيات باهرة ورقد بالرّبّ في سنة 366. صلاته معنا. آمين.