13 حزيران تذكار القديس انطونيوس البدواني «على درب القداسة
وُلِدَ هذا القدِّيس في مدينة لشبونه، عاصمة مملكة البرتغال سنة 1195، من أسرة غنيّة، تقيّة. ولمّا كبر دخل رهبانيَّة القدِّيس أغوسطينوس وصار قدوة للفضيلة والعلم فيها لا بل عَلَمًا من أعلامها. غير أنّ أهله عارضوه في دعوته فنقل إلى دير آخر.
وفي ديره الجديد، زاد تفرغًا لعبادة الله واقتباس العلوم. ثمَّ نقل إلى رهبانيَّة مار فرنسيس. وحضر مجمع رهبانيته الذي عقده القدِّيس فرنسيس. وفي سنة 1222 رُقي الى درجة الكهنوت وخطب الخطبة المعتادة، إطاعة لرئيسه، وكان لخطابه وقع شديد، فأمره القدِّيس فرنسيس بإلقاء الوعظ. فتهافت النّاس لسماعه فارتدّ بكلامه كثيرون من الخطأة والكفرة إلى التوبة.
وانتُدب إلى علم اللاهوت في مدن كثيرة من إيطاليا، وفرنسا، فطارت شهرته بعلم اللّاهوت كما بالوعظ، وقد أجرى الله على يده آيات باهرة.
ثمَّ سار إلى بادوا وعكف على إلقاء المواعظ. واذ كانت الكنائس تضيق بالسَّامعين، كان يعظ في السَّاحات والحقول. ومع كثرة أعماله هذه الرَّسوليَّة، لم يكن ينفكّ عن ممارسة أنواع الإماتات والأصوام والصَّلوات، فسقط كالجنديّ في ساحة الوغى، وأسلم روحه بيد الله في 13 حزيران سنة 1231 وهو في السَّادسة والثلاثين من عمره. وانتشرت عبادته، فعمَّت الدنيا. وهو الشّفيع للملايين. والناس يلتجئون إليه، خاصّة، في أخطار الغرق وضياع الأشياء.
وقد أحصاه الكرسيّ الرَّسوليّ، بعد وفاته بسنة، في مصاف القدِّيسين في عهد البابا غريغوريوس التاسع. صلاته معنا. آمين.
وفيه أيضاً: تذكار الشَّهيدة أكويلينا الجبيليَّة
عاشت أكويلينا في آواخر القرن الثالث 281. وقد تلقنت مبادئ الدِّيانة المسيحيَّة وتعمَّدت من يد أوتاليوس أسقف مدينتها بيبلوس، حتى اضطرم قلبها بمحبَّة الطفل الإلهيّ وهي ابنة اثنتيّ عشرة سنة. فأخذت تسعى في نشر عبادته بين مواطنيها فآمن منهم عدد وافر.
فسمع بها الحاكم فولوسيانس، فاستحضرها وسألها عن ايمانها، فأجابت "أنّها مسيحيَّة" فحنق الحاكم وأخذ يتهدَّدها ليحملها على الكفر بالمسيح فلم تأبه له. فأمر الجند فصفعوها على وجهها، ثمّ جلدوها جلدًا قاسيًا حتى سالت دماؤها. فسألوها وهي في بحر من الدّم، أن تكفر بالمسيح، فتحيا. فلم تُجب بغير دمائها المسفوكة من أجل المسيح.
وإذ رآها الحاكم ثانية في إيمانها، أمر فأدخلوا في جسمها النحيف سياخًا حديديَّة محميَّة فوقعت على الأرض مغميًا عليها. فظنوا ضحيتهم قد ماتت، فحملوها ورموها خارج المدينة. فجاء ملاك الرّبّ وضمَّد جراحها وشفاها وقادها إلى دار الولاية.
فما وقع نظر الحاكم عليها حتّى دهش وظنَّ أنّه في منام، فأمر بطرحها في السِّجن. وفي صباح الغد أمر بقطع رأسها، فدخل إليها السيَّاف فوجدها قد ماتت.
وهكذا نالت إكليل الشّهادة سنة 293. وقد أجرى الله على قبرها معجزات كثيرة. ثمّ نقلت ذخائرها المقدَّسة إلى القسطنطينيّة. صلاتها معنا. آمين.