13 أيار تذكار القديس جرمانوس بطريرك القسطنطينيه «على درب القداسة
ولد جرمانوس في مدينة القسطنطينيّة عام 642. وكان أبوه يوستينيانوس من عُظماء الدولة. فاغتيل حسدًا. وحُجِر على ابنه جرمانوس في الدار البطريركية ليكون بين صغار الإكليركيِّين ولداً يتيماً لا شأن له.
لكنَّ العناية الإلهيّة كثيرًا ما تخرج من الشرّ خيرًا. فعكف جرمانوس على مطالعة الكتاب المقدّس وتحصيل الكثير من العلوم فبرع فيها ورُسِم كاهنًا ثمّ أسقفـًا على أبرشيّة كيزيكو فأخذ يتفانى في خلاص النفوس شأن الرَّاعي الصَّالح الحكيم.
وفي سنة 715 أقيم بطريركًا على القسطنطينيّة خلفـًا للبطريرك يوحنّا فكان منارة وضَّاءة في تلك العاصمة بعلمه وقداسته، وراح ينفق في سبيل أبنائه الأموال الطائلة، ناسجًا على منوال مَن تقدَّمه من البطاركة القدِّيسين الذين لم يحجموا عن بيع الأواني المقدَّسة لإطعام الفقراء والأيتام.
وقد وقف كالأسد بوجه الملك لاوون الأيصوري الذي كان يؤيّد بدعة محاربيّ الأيقونات باذلاً جهده في أن يستميل البطريرك إليه فلم ينل منه مأربًا. بل كان البطريرك يبذل له النصح ليرجع عن غيّه وعن اضطهاد المؤمنين المتمسِّكين بتكريم الأيقونات.
واذ لم يصغ الملك له، ذهب القدّيس إلى الكنيسة، وطرح وِشاحه البطريركيّ على المذبح، مستقيلاً من البطريركيّة. وكان الملك قد أصدر أمرًا بعزله عن كرسيه وبتنصيب كاتبه الهَرطُوقيّ انسطاسيوس مكانه.
عندئذ لجأ الى أحد الأديرة، حيث عكف على الصَّلاة والصَّوم وأنواع الإماتات والتقشفات إلى أن رقد بالرّبّ سنة 730، وله من العمر ما ينيف عن ثمانٍ وثمانين سنة. صلاته معنا. آمين.