12 آب تذكار الشهيدين انيكاتوس وفوتيوس «على درب القداسة
كانا أخوين شريفين من نيقوميديّة امتازا بالمحافظة على إيمانهما المسيحيّ. ولمّا أذاع الملك ديوكلتيانوس أوامره باضطهاد المسيحيّين مبيِّنًا ما أعدَّهُ من العقاب الهائل والعذاب الشدّيد لكلّ من يعترف بإيمان المسيح، سمع القدّيس انيكاتوس بهذا، فتقدّم بكلّ جرأة أمام الملك وجمهور الوثنيّين، وصاح بهم: "أنا مسيحيّ" فغضب الملك وأمر بالقبض عليه وإنزال أمرّ العذبات به، ثمّ طُرِح للوحوش الضارية فلم تؤذه.
وكان القدّيس يشكر الله الذي قوّاه على احتمال العذاب وصانه سالمًا. وأخذ يصلّي ليبيد الله صنم تلك المدينة هيركليوس، فاستجابه الله وأهبط ذلك الصّنم أمام النّاس فتكسّر. فخَزِيَ الوثنيّون لدى هذه الآية واشتدّ حَنَق الملك فأمر بقطع رأس القدّيس. وما رفع الجلّاد سيفه فوق عنقه، حتى شُلّت يده، فارتدّ خائبًا مذعورًا.
وكان أخوه فوتيوس ناظرًا بعين دامعة إلى جهاد أخيه الجاثي على ركبتيه، فركض إليه ووقع على عنقه يقبّله، راغبًا في الاستشهاد معه لأجل الإيمان بالمسيح فأمر المغتصب بأن يذيقوهما من العذابات أنواعًا تقشعّر لها الأبدان. وهما صابران يشكران الله. ثمّ ألقوهما في السّجن فأقاما فيه مدّة طويلة بالصّلاة يستعدّان لسفك دمائِهِما في سبيل إيمانهما بالمسيح.
عندئذٍ أمر الملك بإخراجهما من السّجن وطرحهما في أتّون نار متّقدة، وفيه نالا إكليل الشّهادة، وبقوّة إلهيّة بقيَت جُثَّتَاهما مُصانَتَيْن من الحريق فأخذهما المسيحيّون ودفَنُوهُما بإكرام. وكان ذلك سنة 305. صلاتهما معنا. آمين.