11 شباط تذكار الشهيد كارلمبيوس «على درب القداسة
كان كارلمبيوس كاهنًا يخدم النفوس في مانيسيا من آسيا الصّغرى، مبشّرًا بإنجيل الحقّ والخلاص استحضره لوتيانيوس والي آسيا الصُغرى، وأمره بالسُّجود للأصنام فقال له: "إنّنا لله وحده نسجد لا للشّياطين الذين يرتعدون من ذكر اسمه".
فاستشاط الوالي غيظًا وأمر بجلده فعرَّوه من الثوب الكهنوتيّ وجلدوه جلدًا قاسيًّا من قمَّة رأسه حتّى أخمص قدميه. وهو صابر لا يتذمَّر، بل التفت إلى الجلادين وقال لهم بوجه باش:
"شكرًا لكم، يا إخوتي، لأنّكم جدّدتم نفسي وجسدي بهذا العذاب". فقال الجلّادون للوالي وأعوانه: إنَّ تعذيب هذا الكاهن عار عليكم وفخر له. فظنَّ قائدهم أنّهم قصّروا بجلده، فأنّبهم وهجم على القدِّيس يوسعه ضربًا بيديه، فعلقت يداه بجسم الشّهيد جامدتين، ووثب الوالي يتفل بوجهه فمسخ رأس الوالي فدهش الجلاّدونَ والحاضرون وارتعدوا وآمن كثيرون منهم...
فصلّى القدّيس غافرًا للوالي وللقائد، فاستقام رأس الوالي وانحلَّت يد القائد واسمه لوثيوس فآمن حالاً واعتمد. وبلغ ذلك الملك وهو في أنطاكية فأرسل جنودًا أتوه بالقدّيس موثوقـًا ومربوطًا بلحيته بذنب حصان. فأجرى عليه الملك عذابات مبرحة ونال إكليل الشّهادة بقطع الرّأس في السنة 202.
وآمن إثنان من الجلّادين هما بورفيريوس ودوكستوس وثلاث نساء من مانيسيا. قطعت رؤوسهنّ مع الجلّادين ونالوا إكليل الشّهادة في الوقت نفسه. صلاتهم معنا. آمين.