1 أيلول تذكار القديس سمعان العمودي الصغير «على درب القداسة
ولد في أنطاكية سنة 521 من أبوين مسيحيّين فاضلين يوحنّا ومرتا اللذين ربّياه بروح التقوى والفضيلة. وما بلغ أشدّه، حتى ذهب إلى أحد الأديار القريبة من أنطاكية، وتتلمذ للقدّيس يوحنّا العموديّ الذي كان عائشًا على عمود ضمن أسوار الدّير، فعاش معه مدّة طويلة وبلغ بإرشاداته كمالاً رهبانيًّا فائقـًا.
ثمّ اتّخذ له عمودًا عاليًا في ذلك الجبل، أقام فوقه متقشفًا مصليًّا ومتأمّلاً، قوتُه الأعشاب وأكثر الأيّام كان يصوم طويلاً.
فشرّفه الله بصنع المُعجزات من طرد الشّياطين وشفاء أمراض النفس والجسد. فتقاطر إليه الناس يلتمسون بركته والشفاء من أمراضهم. وجاء لزيارته أسقفا انطاكية وسلوقية ونظرا فيه من الفضائل كما سمعا عنه فرقّياه إلى درجة الكهنوت. فازداد غيرة على النفوس ومثابرة على الصّلاة. وقد تسامى بالصلاة العقليّة والانخطاف الروحيّ. وكثيرًا ما ذهب بالرّوح إلى مسافات بعيدة وحضر أمام مرضى طلبوا شفاعته فشفاهم.
قال المؤرخون: إنّه كتب رسالة إلى الملك يوستينيانوس يحثّه بها على المحاماة عن إكرام الأيقونات ضدّ الهراطقة. ويدحض بهذه الرّسالة مزاعم النساطرة والاوطيخيّين أي اليعاقبة. وقد تليت هذه الرّسالة في المجمع النيقاويّ المنعقد سنة 787. وبها استشهد آباؤه على وجوب تكريم الأيقونات. وقد أثبت هذه الرّسالة البابا أدريانوس الأوّل وأساقفة الشّرق، وبعد أن بقي مدّة خمس وأربعين سنة على عموده صانعًا العجائب، ومرشدًا لتلاميذه الكثيرين الذين اتّخذوا طريقته، رقد بالربّ سنة 596.
وقد لقب "بالحلبيّ" تمييزًا له عن القدّيس سمعان العموديّ الكبير الذي لقبّ "بالانطاكي". صلاته معنا.آمين.