يَومُ الاِنْتِقال «القوت اليومي


أليوم، كَنْزُ الحَياة، لُجَّةُ النِّعْمَة، تَدْخُلُ في ظِلالِ مَوْتٍ يَحْمِلُ الحَياة، تَتَقدَّمُ مِنْهُ بِدونِ خَوْفٍ تِلكَ التي وَلَدَتْ مُبيدَهُ، هذا إذا جازَ أنْ نُسَمِّيَ مَوْتاً رَحيلَها المُفعَمَ قداسَةً وَحَياة.


   كيفَ تَقعُ في سُلْطانِ المَوْتِ مَنْ كانَتْ لِلجَميعِ يَنْبوعاً لِلحَياةِ الحَقيقيَّة ؟ غَيْرَ أنَّها تَخْضَعُ لِلشَريعَةِ التي وَضَعَها ابْنُها عَيْنُهُ، وَكإبْنَةٍ لآدَمَ القديم، تَفي الدَّينَ الوالِدِي، لأنَّ وَلَدَها عَيْنَهُ، الذي هُوَ الحَياةُ في ذاتِه، لَمْ يَرفُضْ ذلِك.


ولكِن، بِصِفَتِها والِدَةَ اللهِ الحَيّ، فمِنَ العَدْلِ أنْ تُنْقلَ إليْه، إذْ كيفَ لا تَعيشُ مَدى الدَّهْرِ تِلْكَ التي قبِلَتِ الحَياةَ عَيْنَها بِدونِ بِدايَةٍ ولا نِهايَة ؟


(عظة الإنتقال)

القِدِّيسِ يوحَنّا الدِمَشْقي (+746)