«يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها» «القوت اليومي

 

 

«يَدعو خِرافَه كُلَّ واحدٍ مِنها بِاسمِه ويُخرِجُها»

 

عندما كان الرّب يسوع المسيح يقدّم نفسه بصفته الرَّاعي الصالح، كان ذلك يرتبط بتقليد كتابيّ طويل ومألوف بالنسبة إلى تلاميذه وإلى المستمعين الآخرين. فإله إسرائيل كان يُظهِر دائمًا لشعبه واقع كونه راعيهم الصالح. فقد استمع إلى بكائهم وحرّرهم من أرض العبوديّة؛ وبفضل محبّته، قاد الشعب الذي خلّصه بنفسه في مسيرته المرهقة عبر الصحراء إلى أرض الميعاد...

 

على امتداد القرون، ظلّ الربّ يقود هذا الشعب؛ لا بل أكثر من ذلك، ظلّ يحمله بين ذراعَيه كما يحمل الرَّاعي الصالح خرافه. كما قادَه منذ عقاب المنفى، فدعاه مجدّدًا وجمعَ الخراف المشتّتة ليرشدَها إلى الطريق في أرض آبائها. 

لهذه الأسباب، كان آباؤنا في الإيمان يتوجَّهونَ كالأبناء نحو الله، ويدعونَه الراعي الصالح: "الربّ راعيَّ، فما من شيء يعوزني؛ في مراعٍ نضيرة يُريحني، مياه الراحة يوردُني ويُنعش نفسي، وإلى سُبُل البرّ يُهديني (مز 23[22]). كانوا يعلمون بأنّ الربّ راعٍ صالحٍ وصبورٍ، وهو قاسٍ أحيانًا، لكنّه دائم الرحمة على شعبه وعلى جميع البشر... 



لمّا جاء الرّب يسوع المسيح في ملء الزمن، فوجدَ شعبه "كغنمٍ لا راعيَ لها" (راجع مر 6: 34)، وآلمَه ذلك كثيرًا. فيه كانت تتمّ النبوءات وينتهي الانتظار. وبكلمات التقليد الكتابي نفسها، قدّم الرّب يسوع المسيح ذاته على أنّه الرَّاعي الصالح الذي يعرفُ خرافه، وينادي كلّ واحد باسمه، ويهبُ حياته في سبيلها. وهكذا "يكون هناك رعيّة واحدة وراعٍ واحد" (راجع يو 10: 16).