يَحْمِلُ يَسوع على ذراعَيْه (تابع) «القوت اليومي




لِنأخُذ بِعَينِ الاعْتِبارِ كُلَّ ما سَبَق اللّحْظَة التي فيها حَصَلَ سِمْعانُ على هذا الامْتِيازِ بِأنْ يَحْمِلَ ابْنُ الله: نَوَّلهُ أوَّلاً الرُّوحُ القُدُسُ الوَحْيَ أنّهُ لا يُعايِنُ المَوتَ قبلَ أنْ يَرى مَسيحَ الرَّبّ.


دَخَلَ الهَيكَلَ ثانيا، لا عَنْ طريقِ الصِّدْفة، ولا مِنْ تِلقاءِ ذاتِهِ، بَلْ أتاهُ مَدْفوعاً بِروحِ الله، وإنَّ "جَميعَ الذين يَقتادون بِروحِ اللهِ هُمْ أبناءُ الله".


 فالرُّوحُ إذاً قادَهُ الى الهَيكل. فإنْ أرَدْتَ أنْ تَحْمِلَ يَسوع وَتضُمَّهُ بَين ذِراعَيك، وتَصيرَ أهْلاً أن تَخْرُجَ مِنْ سِجْنِك، فاجْتَهِدْ في أنْ تَنقادَ لِلرُّوحِ فتصِلَ إلى هَيكلِ الله.


ولا غَرْوَ، فها إنّكَ مُنذ الآن في هَيكلِ الرَّبِّ يَسوع، أعْني في كَنيسَتِه، في هَيكَلِهِ المَبْنيِّ بِالحِجارَةِ الحَيَّة... إذا أتيتَ الهَيكلَ مُقتاداً بالرُّوح، تجِدُ الطِفلَ يَسوع فتأخُذهُ بين ذِراعَيك وَتقول: "الآن تُطلقُ عَبْدَك، يا رَبِّ، على حَسَبِ قولِك، بِسَلام".


 لاحِظ أنَّ الخَلاصَ والرَّحيلَ يُرافِقُهُما السَّلام... ومَنْ يَموتُ بِسلامٍ إلّا الذي يَمْلِكُ سَلامَ اللهِ يَفوقُ كُلَّ فهمٍ، وَيَصونُ قلبَ مَنْ يَمْتلِكُهُ؟ وَمَنْ يَذهَبُ بِسَلامٍ مِن هذا العالم، إلّا الذي يَفهَمُ أنَّ الله أتى في المَسيحِ ليُصالِحَ العالم؟ 


أوريجانوسَ (+ 253)