"يا صبيّة، قومي" «القوت اليومي
"يا صبيّة، قومي"
قبل أن يعيد الحياة إلى الصبيّة الميتة وللحثّ على الإيمان، بدأ يسوع بشفاء المرأة المنزوفة. ليلقّنكَ درسًا، أوقف ذاك النزيف وشفى تلك المرأة فيما كان متوجّهًا إلى منزل الصبيّة.
بالطريقة نفسها، نحن نحتفل بالقيامة التاريخيّة للربّ الذي عاش آلامه لنؤمن بالقيامة الأبديّة...
"جاءَ أَحَدٌ مِن عِندِ رَئيسِ المَجمَعِ فقال: ابْنَتُكَ ماتَت، فلا تُزعِجِ المُعَلِّم": لم يكونوا يؤمنون بعد بقيامة يسوع التي تنبّأت بها الشريعة والتي تحقّقت في الإنجيل. لذا، عند وصوله إلى المنزل، لم يأخذ يسوع معه سوى عدد قليل من الشهود على القيامة التي ستحصل: لم يؤمن عدد كبير من الناس بالقيامة. حين قال يسوع: "لا تَبْكوا، لم تَمُتْ الصبيّة، إِنَّما هي نائمة"، سخرت الجموع منه، لأنّ الذين لا يؤمنون يسخرون.
ليبكوا إذًا موتاهم أولئك الذين يعتبرونهم أمواتًا. عندما نؤمن بالقيامة، لا نرى في الموت نهاية بل راحة دائمة... أمّا يسوع، فأخذ بيد الصبيّة وشفاها؛ ثمّ أمر بأن تُطعم. هذه هي شهادة الحياة كي لا يُعتبر الأمر مجرّد خيال، بل حقيقة.
طوبى للتي تمسك الحكمة بيدها! فلتمسك أيضًا بيدنا من خلال أعمالنا، بمشيئة الله. فليمسك البرّ بيدي: فليمسك بها الكلمة المتجسّد، ليدخلني إلى عزلته وليمنعني من ارتكاب الخطيئة!
ليأمر بأن يُقدّم لي الطعام: خبز السماء هو الكلمة المتجسّد. لقد وضعت هذه الحكمة جسد ودم ابن الله على المذبح وقالت: "خذوا كلوا، هذا هو جسدي. خذوا اشربوا، هذا هو دمي الذي يُسفك من أجلكم!"
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 - 379)،
أسقف ميلانو وملفان الكنيسة