«وحَمَل سمعان الطفل على ذِراعَيهِ» «القوت اليومي
«وحَمَل سمعان الطفل على ذِراعَيهِ»
في عمق صلاتنا، يُظهر لنا الربّ أنّه يستمع إليها فيمنحنا ملكوته، لكي نتمكّن حقًّا من تمجيده وتسبيح اسمه، ولكي ندعو الخلق أجمعين إلى القيام بالمثل. إنّه أمر فائق الطبيعة ولا يمكننا الحصول عليه بجهودنا الشخصيّة مهما كانت كبيرة.
وهنا في الواقع، تغوص النّفس البشريّة في السلام، أو بكلام أوضح، إنّ الربّ هو الذي يجعلها تغوص من خلال حضوره، تمامًا كما فعل مع سمعان البارّ. فتهدأ قدرات النفس كلّها، وتفهم بطريقة تختلف عن تلك التي تأتينا بواسطة الحواس الخارجيّة، أنّها قريبة جدًّا من ربّها، وأنّها بمجهود بسيط، ستصبح مماثلة له من خلال الاتّحاد به. فهي لا تراه بعَينَيّ الجسد ولا بعَينَيّ النّفس. كما أنّ سمعان البارّ لم يكن يرى في الظاهر غير ذلك الطفل الصغير الفقير؛ وبسبب الأقمطة التي كانت تلفّه وبسبب العدد القليل من الأشخاص الذين كانوا يُرافقونه، كان يمكنه أن يرى فيه ابن أبوَين فقيرَين وليس ابن الآب السماويّ.
لكنّ الطفل الإلهي هو الذي كشف عن حقيقته لسمعان البارّ. هنا، تفهم النفس بالطريقة عينها؛ وإن كان بوضوح أقلّ، لأنّها لا تعرف بعد كيف تفهم. لكنّها تدرك أنّها في الملكوت، أو بالأحرى في جوار المَلِك الذي سيُعطيها هذا الملكوت. لذا، تشعر الروح باحترام كبير بحيث لا تجرؤ على توجيه أيّ طلب.
القدّيسة تيريزيا الآفيليّة (1515 - 1582)