هيكل الرّوح القدس «القوت اليومي
إنّ جسم الإنسان، الجسم الحيّ،
خُلِقَ أصلاً من الناحية الكيانيّة الأنتولوجيّة،
وكيف هو مكوّن ومؤلّف عضويّاً للرّوح القدس،
وكيف أنّ تاريخه الأخلاقيّ، إذا جاز القول،
ليس سوى تاريخ حصوله على الرّوح القدس،
عبر جميع مراحل هذا التاريخ:
من مبدأ روحيّ أوّليّ،
ثمّ سقوط وانحطاط،
ثمّ افتداء وتجديد الطبيعة،
وأخيراً تألّه حيث تتفتّق الحياة الإلهيّة فينا بالرّوح القدس.
الجسم هو بنوعٍ ما، علامة الشّخص وظهوره.
مبدأه الدّاخليّ هو مبدأ روحيّ،
وحضور الرّوح القدس فيه،
يظهر في كيف أنّ الشّخص بصورة دائمة،
يتجاوز نفسه إلى أبعد من نفسه.
وإذا كان يستحيل التناسق التامّ في هذا العالم بين الجسم والرّوح،
بسبب مأساة العرضيّة والظرفيّة الإنسانيّة،
فيبقى صحيحاً أنّ غايتنا الأخيرة،
هي التألّه بواسطة الرّوح القدس،
الذي ينتهي بنا إلى ملكوت الله.
ومنذ الحياة الحاضرة،
نستطيع أن نتذوّق مُسبقاً ملكوت الله،
يُدخلهُ إلى القلوب الرّوح القدس.
الأب الياس مرقص