نعم كلّ هذا يُعطى لنا مجّاناً، كهبة «القوت اليومي
يجعلنا الرّوح، في هنيهاتٍ وجيزة ثمينة،
وقبل كلّ شيء في الليتورجيا،
نستشعر بما هو مُعطى لنا، أي أنّنا أصبحنا في المسيح،
واحداً إلى حدّ التطابق،
أصبحنا "إنساناً وحيداً"،
في كلّ البشر المُتّحدين بجسد ودم السّيّد،
الذين أضحوا بذلك "أعضاء لبعضهم البعض".
نعم كلّ هذا يُعطى لنا مجّاناً، كهبة.
إنّه يسبق كلّ خبرة شركة ويوجّهها،
لأنّ هذه الخبرة ليست سوى تهجئة أوّليّة للوحدة الأساسيّة.
وبهذا يكمن حزن الرّوح وربّما آلامه،
في عمله وسط هذه الظلمة.
يُريد الرّوح أن نعي هذا الملء،
يسعى باستمرار أن يعلن لنا الآخر،
إذ لا يُمكن معرفة أيّ إنسان بدون إعلان من الرّوح.
الرّوح هو الإله الدّاخليّ الذي يصنع الوجه من الدّاخل،
ينزع الأقنعة، يصعد إلى واجهة الكيان الأيقونة المستترة في أعماق القلب.
بذلك يُكرّس الرّوح، في وحدة جسد المسيح الأساسيّة،
وحدانيّة كلّ شخص.
إنّه "يُميّز"، ليس لصدع الوحدة،
بل لجعلها حيّة ومُعطاء في حركة المحبّة.
"يُميّز" مقترحاً على كلّ واحد موهبة خاصّة،
دعوة شخصيّة للإيمان والخدمة.
أوليفييه كليمان