نتوقُ إلى الله «القوت اليومي




علينا أنْ نُبارِكَكَ، أيُّها الرَّبُّ الإله

إذا لم يَكُنْ في حَياتِنا أيُّ شيء أو أيُّ حَدَثٍ يَحمِلـُـنا إليكَ.

علينا أن نُسَبِّحَكَ إذا لم نفهَم

وإذا كان ما يأتي منكَ يفوقُ طاقتَنا.


علينا أن نرضى، كأنّهُ آتٍ منكَ،

بما يَبدو لنا بِلا سببٍ ولا معنىً

ويَخفى تَمامًا عن عُقولِنا.


علينا أن نُصلّيَ إليكَ أنتَ مَن لا نَعرِفُه.

علينا أن نُحِبَّكَ مع أنّنا لا نراك

 مَن مِنّا يستَطيعُ أن يراكَ؟ مَن مِنّا يَعرِفُكَ؟ 

لا يُمكِنُنا أن نرى ونلمَسَ إلّا ما يُحيط ُ بنا.


كُلُّ ذلكَ وَجميعُ أولئِكَ النّاس ونحنُ أنفسُنا نعرِفُ حُدودَها

أي عَجزَنا العظيمَ أن لا نَعودَ بشرًا لنكون أنتَ ولو بقليل.

أنتَ هو الإلهُ الذي يُكلّمُنا مِن خِلالِ حياتِنا كُلّها.

ونحنُ هم أولئِكَ النّاس الذين يُحاوِلون أن يَفهموا

وإذا فهِموا يُحاوِلون أن يُجيبوا.


بُعدُك الإلهي يَخفى عن صِيَغِنا.

وإذا ما أثـَّرَ حُبُّكَ فينا وأنعَشَنا روحُك

لا نستَطيعُ أن نَشرَحَ للآخَرين ما نُدرِكُه مِنك.


لستَ محبوسًا في عُقولِنا

فأنتَ أكثرُ حُريَّة ً من الحُرّيَّةِ ذاتِها

التي تثقُلُ علينا عِندَئِذٍ حتّى نتمنَّى

لو أدخلتَ، بِدَفعةٍ واحدة، جميعَ النّاس

إلى نورِ الإيمان والاتّحادِ بِحُبِّك.



من كتاب "صلوات جديدة"

إقتباس الأب صُبحي حَموي اليَسوعيّ