مُكافآتُ الأبرار «القوت اليومي

 مَنْ غَسَلَ أقدامَ القدِّيسين استَحَمَّ في ذلك النّدى.

واليَدُ التي امتَدَّتْ تُمِدُّ المُعوَزين،

 إليها تَتَعَطـّفُ أثمارُ الفِردَوس.

والرِّجْلُ التي عادَتِ المَرضى

إليها تَهرَعُ الأزاهيرُ تُكلّلُ عَقبيها،

فيتزاحَمْن َ أيُّهُنَّ تَسْبِقُ فتلثـُمُ مَواطِئَها !

مَنْ صامَ عَنِ الخَمرِ زاهِداً،

هَفـَّـتْ إليهِ دَوالي الفِردَوس،

واحِدَة ً فواحِدة ً تُنيلهُ عُنقودَها.

وإنْ زادَ فكان بتولا، جعَلتْهُ

في حِضنِها الطـّاهِر، لأنّهُ، مِنْ أجلِ الوَحيد،

لمْ يَرْتَمِ في حِضنٍ ولا في مَضْجَعِ زواج.

والذين تُوِّجوا بالسَّيفِ في سبيلِ رَبِّنا،

هُناك بالمَجدِ تتألّق ُ تيجانُهم،

لأنّهُم سَخِروا في أجسادِهِم مِنْ نيرانِ المُضطهِدين.

وكالكواكِبِ هُناك يَلمَعُ

بَنو النّورِ السَّبعَة ُ الذين فخَرَتْ بِهِم أمُّهُم

 لأنَّهُم، في مَوتِهِم، استَهزَأوا بِحَنَقِ الكافِر.

هُناك لا يَجوعون، فهُناك لا يَنْصَبون.

هُناك لا يَخطأون، فهُناك لا يَخجَلون.

 هُناك لا يَتُوبون، فهُناك لا يتأسَّفون.

يَطمَئِنُّ الهارِعون ويَستَريحون.

هُناك لا يَموتون، فهُناك لا يَشيخون.

هُناك لا يَلِدون، فهُناك لا يَقبُرون.

لا ألمَ هُناك فلا هَمّ،

لا فخَّ فلا رُعب،

لا عَدُوَّ لأنَّهُم تَخَطوا الجِهاد.

إنَّهُم أنفُسَهُم يُطَوِّبون

كُلَّ حين، لأنَّ حَرْبَهُم قدْ هَمَدَتْ.

نالوا أكاليلهُم وفي منازِلِهِم خلدوا.

مار أفرامَ السُّريانيّ (+373).