مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد «القوت اليومي
قطع يشوع الأردن لكي يهاجم مدينة أريحا. ولكنّ القدّيس بولس علّم: "فلَيسَ صِراعُنا مع اللَّحمَ والدَّم، بل مع أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات" (أف 6: 12). وقال بولس في مكانٍ آخر: "وقَد جَرى لَهم ذلِكَ لِيَكونَ صورةً وكُتِبَ تَنبيهًا لَنا نَحنُ الَّذينَ بَلَغوا مُنتَهى الأَزمِنَة" (1كور 10: 11). فإذا كُتبت هذه الأشياء لتعليمنا، لماذا نتأخر!؟ فلننطلق إلى الحرب مثل يشوع، ولنستولِ على أكبر مدينة في العالم، أي مدينة الحقد ولندمّر الأسوار الأنانيّة للخطيئة.
هل ننظر حولنا ونفكّر في أي طريق علينا أن نسلك وأي ساحة معركة نختار؟ طبعًا، ستجدون كلماتي مُدهشة، ولكنّها صحيحة. فاختصر أيّها الإنسان أبحاثك على قدرك: فالمعركة التي عليك أن تحاربها تكمن فيك، في داخلك، إذ عليك أن تهدم جدار السوء والخطيئة، لكي تُخرج عدوّك من أعماق قلبك. ولست أنا مَن يقول ذلك، بل الرّب يسوع المسيح: "فَمِنَ القَلْبِ تَنْبَعِثُ المقَاصِدُ السَّيِّئَة والقَتْلُ والزِّنى والفُحْشُ والسَّرِقَةُ وشَهادةُ الزُّورِ والشَّتائم" (مت 15: 19). فهل نُدرك يا ترى قوّة هذا الجيش العدو الذي يحاربنا في أعماق قلبنا؟ هؤلاء هم فعلاً أعداؤنا.
القديس أوريجينُس (نحو 185 - 253)