ميلادُ المَسيحِ يُدشّنُ السلامَ في الشعبِ المَسيحي «القوت اليومي





إنَّ كُلَّ مُؤمِنٍ مَولودٍ مَولودًا جَديدًا بالمَسيح، تَختلِفُ بُقعَةُ الأرضِ المُقيمِ عليها، يَنقطِعُ عَنِ الشّيخوخةِ الأصليَّة، ويَصيرُ بِميلادِهِ الثاني إنسانًا جَديدًا.


فلمْ يَعُدْ هذا الإنسانُ بَعدَ الآنِ مِنْ نَسلِ أبيهِ بِحَسَبِ الجَسَد، ولكنْ مِنْ نَسلِ المُخلّصِ الذي صارَ ابن البشر، حتّى نَستَطيعَ أنْ نَصيرَ نحنُ أبناءَ الله. لأنّهُ إن لمْ يَكُنْ هُوَ الذي نزلَ إلينا بِتواضُعِهِ فلا يَستَطيعُ أحَدٌ أنْ يَصِلَ إليهِ باستِحقاقاتِهِ الخاصّة...


إذًا فالذين ما وُلِدوا قط ُّ بِمَشيئةِ لحمٍ ودَمٍ ولا بِمَشيئةِ رَجُلٍ بل مِن اللهِ هُمْ وُلِدوا، ليُقدِّموا للآبِ مُصالحةَ الابنِ المُولعِ بالسَّلام، فجَميعُ أعضاءِ عائِلةِ التّبنّي يلتَقون في المَولودِ الأوَّلِ مِن الخليقةِ الجَديدَة، الذي لم يأتِ ليَعمَلَ مَشيئتهُ بلْ مَشيئة مَن أرسَلهُ.


لأنَّ نِعمَة الآبِ قد تبَنّتْ تَجويق الذين يتقاسَمون العواطِفَ نفسَها والحُبَّ نفسَهُ، لا ذوي الخُصوماتِ والمُعاكسات. إنَّ الذين جُبِلوا ثانيَةً على مِثالِ الصُورَةِ الوحيدَة، يَجِبُ أن يَكون لهُمْ قلبٌ واحِد. إنَّ ميلادَ السَّيِّدِ هُوَ ميلادُ السَّلام.


في الحَقيقةِ، يقولُ الرَّسولُ، إنّهُ هُوَ سَلامُنا، هُوَ جَعَلَ الاثنين واحِدًا، يَهودًا كُنّا أو وَثنِيِّين، لأنَّ بِهِ لنا كِلينا التّوَصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحِد.



القدِّيسِ البابا لاوُن الكبير (+461).