من أين لي هذا؟ «القوت اليومي
مباركة أنتِ بين النساء ومباركة ثمرة بطنك. "فَمِن أينَ لي هذا أن تأتيَ أُمُّ رَبّي إليَّ؟" هذه الكلمات: "من أين لي هذا؟" ليست دليل جهل، وكأنّ أليصابات ممتلئة من الروح القدس ولا تعرف أنّ أمّ الربّ أتت إليها بحسب مشيئة الله.
هذا ما تعنيه هذه الكلمات: "ما العمل الحسن الذي فعلته؟ ما الذي جعل أعمالي مهمّة لتأتي أم ربّي لزيارتي؟ هل أنا قدّيسة؟ ما هو الكمال أو الإخلاص الداخلي الذي جعل هذه الخدمة من نصيبي، زيارة من أم ربّي؟" "فَهُوَذَا حينَ صَارَ صَوتُ سَلاَمِكِ في أُذُنَيَّ ارتَكَضَ الجَنينُ بابتِهاجٍ في بَطني. فَطوبى للتي آمَنَتْ أن يَتِمَّ ما قيلَ لَها مِن قِبَلِ الربّ". لقد شعر بأنّ الربّ قد أتى ليقدّس خادمه حتّى قبل ولادته.
هل يمكن أن أُنعَت بالمجنون من قبل أولئك الذين لا إيمان لهم، لإيماني بهكذا أسرار!... لأنّ ما يعتبره هؤلاء الناس جنونًا، هو بالنسبة إليّ فرصة خلاص.
في الواقع، لو لم تكن ولادة الربّ سماويّة ومباركة، ولو لم تكن فائقة للطبيعة البشريّة، لما استطاعت عقيدته أن تجتاح الأرض كلّها.
لو لم يكن في بطن مريم إلاّ إنسان عادي، ولو لم يكن ابن الله، كيف استطاع في ذلك الزمان وفي أيامنا هذه أيضًا أن يشفي كلّ أنواع الأمراض، لا الجسديّة فقط بل النفسيّة أيضًا؟...
إذا جمعنا كلّ ما يتعلّق بيسوع، نستطيع أن نلاحظ أنّ كل ما كُتِب عنه بقي إلهيًّا وجديرًا بالإعجاب، لأنّ مولده، وتعاليمه، وقوّته، وآلامه وقيامته ليست أحداثًا جرت في ذلك الزمان فقط: هي ما زالت تعمل فينا اليوم أيضًا.