معالمُ القيامة مع تلميذي عمّاوس «القوت اليومي
معكما، يا تلميذي عمّاوس، سرتُ، وما أزال، مع سيّد القيامة
أحمل ثقلَ الخيبة والقلق، والإرهاق والإحباط، واليأس والفراغ
مثلكما أشكو: "كنتُ أرجو" أن أنال الكثير ممّا رأيتُ وسمعتُ وطلبتُ
هل قامَ حقّاً ذلك الذي أقامَ الموتى وشفى المرضى وسكَّنَ البحرَ؟!
أينَ قولهُ: "أنا معكم حتّى انقضاء الدّهر... أنا غلبتُ العالم"
أينَ وعدهُ: "اسالوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتَح لكم"...؟
كما ظهرَ لكما ورافقكما وحدّثكما في الطريق ولم تعرفاه،
سارَ معي أنا أيضاً، ناجاني، حدّثني، شرحَ لي الكتب...
بقيتُ "غريباً عن أورشليم" ولم أعرف، ولا أردتُ أن أعرفَ ما جرى فيها:
العشاء السّرّيّ، بستان الزّيتون، عمود الجلد، صليبُ العذاب
الخيانة، المؤامرة، القبلة الغاشّة، الموتُ على الصّليب بين لصَّين، القبرُ،
الحرّاسُ، القيامة فجراً، الظهورات، الخبر المالئُ الأسماع...
ناشَدتُكُما! ادعواني وألحّا عليَّ أن أبيتَ عندكما معهُ
مساءُ حياتي مظلمٌ، ونهارُها قد مالَ، ورغبتي كرغبتكما...
قولا لي كيفَ أعرفهُ، ولو مُتأخّراً، عند كسر الخبز في وليمة المذبح
علِّماني أن أعود إلى جماعتي التي تركتُها لأشهدَ لها معكُما بفرحِ إيمانٍ
المسيح قام، حقّاً قام!