مريم سيدة الكون «القوت اليومي
مريم سيدة الكون
إكليل العذراء
مريم ملكة ـ إنّ المسيح هو الملك. لا أحد ينكر ذلك. ملك كإله وملك كإنسان . كإله لأنّه خالق السماء والأرض؛ من اللازم إذًا أن يكون سيّدهما. كإنسان ليس فقط قد جعل وريث كلّ شيء (عبر 1: 2) بل أيضًا غلب العالم واشتراه بدمه (يوحنا 25: 33) (كولوسي 2: 15).
إذًا هو ملك سواء ورث مملكته أو اشتراها أو أخضع شعبها. المسيح ملك إذًا البتول ملكة.
الكنيسة تدعوها أيضًا بهذا اللقب السلام عليك يا ملكة...
يحصل شرف لإمرأة تُعلن ملكة لشعب أرضيّ فماذا يُقال عن شرف مريم ملكة السماء والملائكة والبشر.
ليس فقط لها اسم ملكة بل كلّ امتيازات الملكة وخاصّة القدرة. تتكلّم وتجري الأمور بحسب كلامها حتّى الأبالسة تهابها. هي مخيفة كالصفوف المرتبة (نشيد 6: 3). في المطهر تخفّف أوجاع المساكين وتنقذهم. في السماء الملائكة بأمر الله يخضعون لها كما له.
سلطانها على الأرض هو عظيم أيضًا يعمّ الملوك والرعايا. يعزّينا أيضًا تملكّها الأنفس. هي تنير العقول، تردّ القلوب، تُهدي الخطأة. "لا أحد يُخلَّص إلّا بواسطتكِ يا مريم"، يقول جرمانوس القسطنطينيّ.
إذًا لنثق بها عالمين أنّنا إن كنّا في يديْها على الأرض نحصل على السعادة بعد الموت.
سلطانة الملائكة: لا حقّ من قبل الطبيعة بل من قبل النعمة لأنّها أمّ ملكة الملائكة.
سلطانة الآباء: هي ملكتهم لأنّهم بها نالوا ابنها، مشتهى الكون وأنقذوا من سجنهم.
سلطانة الأنبياء: هي نبية وقد تمّت فيها النبؤات بإعطائها ابنها للكون.
سلطانة الرسل: هي بصلواتها أعطتهم الروح القدس.
سلطانة الشهداء والقديسين...
إلزاماتنا نحوها
1ـ الاحترام: فوق احترام بقية القديسين. مَن أعظمهم من مريم بين الخلائق ومال القول بعد تتويجها في السماء بيد الله. الله يحترمها، كيف لا تحترمها أنتَ؟
2ـ الثقة: بتتويجه لها بيّن أنّه أعطاها سلطة عظيمة وهو موزّعة نعمة.
3ـ المحبّة: تقوّي بازدياد جمال الإنسان. أنظروها في السماء...
4ـ الاقتداء: على الولد أن يتبع خطوات أمّه. "كونوا كاملين كما أنّ اباكم السماوي هو كامل". "انظر واصنع نظير المثال الذي أنت مراه عل الجبل" (خروج 48).
من كتابات يعقوب الكبوشي