محبّة الرّوح القدس «القوت اليومي

في اليوم الخمسين ملأت البيت الذي كان التلاميذ مجتمعين فيه،

عاصفة قويّة، وتوزّعت عليهم "الألسنة" التي تشبه النار.

وكانت نتيجة هذا الحدث الفريد،

أن "امتلأوا جميعاً من الرّوح القدس" وبدأوا الكرازة.

لكن كرازة الرّسل لم تستند إلى إمكاناتهم الخاصّة،

بل إلى تأييد الرّوح القدس،

الذي أعطاهم الشّهادة الدّاخلية ليُبشِّروا بالمسيح.

ولم يكتفِ الرّسل بتأييد الرّوح القدس، بل نقلوا هذا الرّوح،

الذي يقود إلى المسيح ويضمّ المؤمنين إلى جسده، أي إلى الكنيسة.

الرّوح القدس شخصٌ كاملٌ يُشكِّل مع الآب والإبن،

الإله الواحد المثلّث الأقانيم.

وهو لم ينفصل عن الإبن في التجسّد.

فمحبّة الرّوح القدس، مثل محبّة المسيح،

ليست محبّة مجرّدة، إنّما هي محبّة شخصيّة وتامّة،

وهذه المحبّة لا تكون إلاّ بين الأشخاص.

عندما نمتلئ من نعمة الرّوح القدس غير المخلوقة ونصل إلى المسيح،

نكون قد وصلنا أيضاً إلى محبّة المسيح وفرحه،

فنشعر بهما، بالقرب من الآب،

كما يشعر الطّفل الصّغير بالقرب من أبيه.

من كتاب "نجاوى المجامر" للخوري طوبيّا أبي عاد