"مثلما هي روحنا، كذلك يكون قلبنا". «القوت اليومي
"مثلما هي روحنا، كذلك يكون قلبنا".
لماذا من الصعوبة بمكان أن نعيش بسلام في حياتنا؟ لماذا نترك أنفسنا تتكدّر بأشياء صغيرة كثيرة وأيضًا وأيضًا بأشياء صغيرة؟
إنّ الربّ، النبع الذي ينبع منه كلّ أصلنا، هو أب السلام، لما إذًا نحن مضطربين؟ [...] لأنّ ذكاءنا في نشاط مضنٍ ومفترس، وفي الوقت عينه ليس له لذّة تماثل لذّة المشرّد الحرّ او الذي يهيم في مغامرة. إنّه بحاجة لانشغال مستمرّ؛ يَطلُب دائمًا أن يتغذّى من الصور؛ وهو مستعدّ حتى ليُنهكها، ومع ذلك، هو دائمًا جشعٌ ويأخذه النهم. إنّ هذه الحاجة إلى الصور تجعل الحياة التأمليَة صعبة جدًا.
إنّ الجزء الأكبر من تسلّط هذا العالم الذي يمارسه علينا يأتي من كوننا تركنا له فرصة تملّك ذكاءنا. سيكون لدينا صعوبة أقلّ جدًا في طرده من قلوبنا، إذا كان بإمكاننا ولمرّة واحدة إزالة هذه الصور من عقلنا. إنّ سلطة الشيطان على قلبنا تتاتّى من سلطته على العقل. علينا إذًا جميعًا، في الحياة الروحية إمّا التخلّص من الصور التي تزعجنا وتوسوس لنا أو تغييرها [...]
تلك هي روحنا، وهكذا سيكون قلبنا. إذا كانت روحنا مليئة بصور العالم، لن ننفصل عن العالم بتاتًا، وإذا كانت مليئة بصور عن نفسها، لن ننتصر أبدًا على حبّ الذات. إذا كانت روحنا لا تريد البقاء في راحة دون أن يكون هناك تطوافات تجري دون نهاية داخلها، إذًا! لتكن هذه التطوافات دينية. ولتكن الصور التي تعتمدها صور الله، صورة يسوع ومريم، صور أشكال سماوية. لا أدّعي القول أنّه من السهل التوصّل إلى هذه النتيجة؛ ولكن نسبيًّا، إنّ ذلك قليل الصعوبة؛ بموضع آخر، يجب بالضرورة إنجاز ذلك بنجاح أو التغلّب على الصعوبة."
بقلم Frederick William Faber
(1814 ـ 1863).