ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه وخسر نفسه؟ «القوت اليومي
دخلنا أسبوع الآلام فخابَ الأملُ وبانت قوَّة الإنسان على حقيقتها سراب بسراب. أنّه الآل الذي نراه في الصّحراء فنعتقده ماءً.
نسرع نحوه ونهوي فإذا الرّمال تسابق الرّمال ويسقط حلم الإنسان الذي أراد أن يحقِّق كلَّ مبتغاه بعيدًا عن ربِّه. يسقط من يتَّكِل على قوَّته معتقدًا أنّه إله نفسه وسيِّد الكون. يقع وتتهاوى حجارة الهيكل ويشتدُّ الحصار على ما صنعت يداه، وينظر فإذا به أمام مدينة لم يبق حجرٌ على حجر.
أين أنت يا الله؟ يصرخ لأنّه عرف قيمة وحدته، عرف أنّه بدون الله لا يمكنه أن يفعل شيئًا وأنَّ ما رَسَمَهُ الله لخير هذا الإنسان أفضلُ بألف مرَّة ومرَّة ممّا يخاله الإنسان خيرًا لنفسه. فيدرك حقيقة الكلام، ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كلَّه، فيصرخ رافعًا يديه إلى العلاء:
أنا ما شئت أن آتيك يومًا فارغ الكفَّين
بلا ذهبي ولا مرِّي ولا أمواجَ في صدري
كأنّي محارة يَبِسَت على شطآني الصفرِ
أنا أشتاق أن آتيك زهر العمر كالعر
وأسكبُ كلَّ أحلامي على البخُّور كالجمرِ
أنا ربّاه لن آتيك يومًا قاحل الغمرِ.
الأب كميل مبارك