ماتَ لأجلكَ «القوت اليومي
ماتَ. فتحَ عيني الأعمى، وهو الآن مغموض العينين.
بصقَ على التّراب، ليفتح عينيَّ، وهم الآن يبصقون على وجهه.
ماتَ، بينما الناس يموتون من الضعف.
ماتَ. وموتهُ أعجوبةٌ تدلّ على قدرته.
ماتَ لأجلكَ، وأنتَ لا تحيا لأجله.
ماتَ حبّاً بكَ، وأنتَ تنتظر الموت لتحبّه.
أعطاكَ دمه وحياته، وأنتَ لا تعطيه قلبكَ.
كلّ شغلهِ لكَ، وأنتَ لا تشتغل له.
أأنتَ هو يا إلهي، الذي أعاينُهُ ممدوداً في هذا القبر الرّطب؟
عند دخولكَ العالم ما وجدتَ غير مذودٍ لتسكن فيه،
وعند خروجكَ من العالم دخلتَ أيضاً قبراً ليس لكَ، يا يسوع.
أسجدُ لكَ، وأحبّكَ، وأبارككَ لأنّ تجرّدكَ يمنحنا الغنى،
والظلمة التي وُضِعتَ فيها تمنحنا النور،
واحتقاركَ يمنحنا العظمة والمجد.
كفاكَ يا إلهي، مُكوثاً في هذا القبر،
تعالَ إلى قلبي المُلتهب شوقاً للاتّحاد بكَ.
ومهما كان صخريّاً، فإنّهُ لكَ، ولا يخصّ القريب.
تعالَ، وادخل سقفَ بيتي،
فترتاح من أتعابكَ ومشقّاتكَ، وأوجاعكَ.
وإن وجدتهُ عارياً من الأطياب،
فاجعل فيه نفحة الفضائل المسيحيّة بحضوركَ، وقُدهُ إلى التوبة.
أيّها الإله الأزليّ القدير، يا مَن أعطيتَ البشر مثالاً في يسوع المسيح مخلّصنا، الذي صار إنساناً واتّضعَ حتّى موت الصّليب، إمنحنا أن نتذكّر دائماً، دليل الطاعة والحبّ الفائق، كي نشتركَ في مجد قيامتهِ. آمين.
من كتابات الطوباوي يعقوب الكبّوشي