ما هو الإيمان «القوت اليومي
ما هو الإيمان
إنّ الله بوضعه الإنسان على الأرض، لم يتركه عرضة للجهل، وعماوة العقل. هو أب، والأب لا يترك أبناءه و لا يدعهم يمشون تحسّسًا عرضة لجهل الطريق والسقوط في الحفر الخطرة وأخيرًا في هاوية الجحيم. بل رأف بهم ومن حين خلقه لهم، أي طالما وجد الإنسان على البسيطة عرّفه دائمًا ما يجب عليه صنعه لئلا يهلك.
لم يكتفِ بوضع الضمير في رأسهم، به يميّزون الخير من الشّر، بل أراد أن يعلن لهم بنوع أجلى واجباتهم فكلّمهم بأنواع عديدة مثلما قال بولس الرسول: "إنّ الله الذي كلّم الآباء قديمًا في الأنبياء كلامًا متفرّق الأجزاء، مختلف الأنواع كلّمنا أخيرًا في هذه الأيام في الإبن الذي جعله وارثًا لكلّ الأشياء، وبه أنشأ الدهور وهو ضياء مجده وصورة جوهره وضابط الجميع بكلمة قوّته وبعدما طهّر الخطايا، جلس عن يمين الجلال في الأعالي". (عب 1/ 3)
حيث تكلّم الله لا بدّ أن يكون قال الحقيقة لأنّه لا يغشّ. نحن لا نجسر أن نقول لإنسان أديب أنت كاذب أو جاهل، فكيف نجسر ونقول إنّ الله خدعنا. من قال هذا جدّف وضادد العقل السليم.
إنّ الإيمان يقول لك للذهاب إلى السماء والحصول على النعيم يجب التوبة ومسامحة الإساءة، وحمل الصليب إلخ... أمّا الطبيعة فلا تفهم شيئًا من هذا، فلا تعبأ بادعائها، دعها وشأنها وجاهد جهاد المسيحيّ، أي اتبع المسيح وتعليمه واقتدِ بمثله.
من كتابات الأب يعقوب الكبوشي