لنتأمّل سرّ مريم مع القديسين «القوت اليومي

آه! أحبّك يا مريم، عندما تسمّين ذاتَك، أمة الرب الذي تسحرينه باتّضاعك. هذه الفضيلة المحجوبة تجعلك كليّة القدرة، وتجذب إلى قلبك الثالوث القدوس.

(القديسة تريزيا الطفل يسوع)

فاستدعى الآب رئيس الملائكة، يقال له القديس جبرائيل وأرسله إلى عذراء إسمها مريم، ولأنها قالت "نعم"، تمّ السرّ.

فألبس الثالوث الأقدس الكلمة جسداً... وصار الكلمة جسداً في حشا مريم.

ومن كان له أبٌ فقط، أصبح لديه أمٌّ أيضاً، لكن لا كالأمّهات...

فمن أحشائها، هي وحدها، حصل على جسده، وهو ابن الله، إبن الإنسان يدعى.

(يوحنا الصليب- غنائية في البدء، 8)

يطيب ذكر ما فعلته العذراء ملكتنا. فرغم أنّها مملوءة حكمة، قالت للملاك: "كيف يكون هذا؟". وحينما أجابها الملاك: "إنّ الروح القدس سينزل عليك وقدرة العلي تظللك"، حرصت على ألّا تتابع النقاش. وبما أنّها تملك الإيمان الأكبر والحكمة الأعمق، سرعان ما فهمت أنه بوجود هذين الأمرين، ما من شيء لتعرفه بعد، وما من مكان للشك.

(القديسة تريزيا ليسوع الأفيلية)

في سرّ بيت الناصرة الهادئ، نزلت قوة الروح القدس على العذراء المتوحّدة، المستغرقة في الصلاة، ليولد منها المخلّص. وفي الحوار المتوحّد الذي تقوم به النفوس المكرّسة لله مع ربّها، تحضيرٌ للأحداث الكبيرة التي تنسج تاريخ الكنيسة وتغيّر وجه الأرض.

(القديسة الشهيدة تريزا بندكتا للصليب- إديث شتاين)