لماذا يبادر الله في حياتك؟ «القوت اليومي
لماذا يبادر الله في حياتك؟
لأنّه "هو الذي أحبّنا" أوّلاً (1 يو 4/ 10). فحبُّه إيّاك سبّاق دائمًا، يسبقك حيثما تذهب، ما يُطمئنك على أنّك لست وحدك في مُعترك الحياة، بل أنت برفقته. ثُمّ لأنّه يعرفك معرفة أفضل من معرفتك ذاتك، ويعلم أين يكمن خيرك الأعظم ومصلحتك الحقيقيّة، ذلك بأنّك قد تظنّ أنّ ما يصلح لك هو هذا أو ذاك، في حين أنّه أعلم منك في هذا الشأن؛ وعليه، فإنّ مشيئته تسبق إرادتك، كما أنّ محبّته تسبق محبّتك.
ثمّة إذًا تضافر وتناغم بينك وبينه؛ وفي داخل ذلك، تندرج أولويّته المطلقة، لِما فيها من خير حقيقيّ يعود إليك، وقد لا تتيقّظ ولا تنتبه إليه، وأمّا هو فلا يفرضه عليك، بل يعرضه فقط عليك، وذلك برِقّة محبّته ولُطف مشيئته.
الأب فاضل سيداروس اليسوعي