لا يمكننا أن نشترك في الموهبة إلا في الرّوح القدس «القوت اليومي

الرّوح القدس هو روح الآب وروح الإبن،

منبثقٌ من الآب في الإبن،

عمله وغايته أن يهبنا الشّركة العميقة مع الثالوث الأقدس،

فنتمتّع بحبّ الآب، مرسِل الإبن الحبيب الوحيد،

ونعمة الإبن المجّانيّة،

ونتنعّم بمواهب الرّوح القدس.

فعمل الرّوح القدس ليس منفصلاً عن الآب أو الإبن،

لأنّه روحُ الآب والإبن...


إنّ غاية عمل الرّوح القدس فينا هو المسيح،

يشهد فينا له، يُقدّسنا فيه،

ليقدّمنا إلى الآب مُقدَّسينَ في المسيح يسوع. 

إن كنّا نستنير بالرّوح القدس،

فإنّ المسيح هو الذي يُنيرنا:

"كان النور الحقيقيّ الذي يُنير كلّ إنسانٍ آتياً إلى العالم".

 

فكما أنّ المسيح إبنٌ حقيقيٌّ،

فإنّنا نصيرُ أبناءً عندما نقبل الرّوح القدس،

وإن كنّا بالرّوح القدس قد صرنا أبناءً،

فواضحٌ أنّنا في المسيح دُعينا أولاد الله.


وكما أنّ النّعمة المُعطاة هي من الآب بالابن،

هكذا لا يمكننا أن نشترك في الموهبة إلا في الرّوح القدس،

لأنّنا عندما نشترك فيه تصبح لنا،

محبّة الآب ونعمة الإبن وشركة الرّوح القدس فينا.

 

القدّيس أثناسيوس الرّسوليّ