لا تبكِ إذا كنت تحبّني «القوت اليومي

لو كنت تدرك هبة الله وما هي السماء.

لو كنت تستطيع أن تسمع أناشيد الملائكة وأن تراني بينهم.

ولو كان بإمكانك أن تتأمّل لحظة، الجمال الذي تتضاءل تجاهه كافّة الجمالات.

إمسح دموعك ولا تبكِ إذا كنت تحبني.

الموت لا شيء، إنّما قد انتقلت فقط إلى الجهة الأخرى، فأنا ما ازال أنا وأنتم ما تزالون انتم.

إنَّ ما كُنّاه واحدُنا للآخر ما نزاله دائماً.

نادوني بالإسم الذي ناديتموني به دائماً.

حدّثوني كما كنتم تفعلون سابقاً.

لا تستعملوا لهجة مختلفة.

لا تكونوا جامدين أو حزانى.

إستمرّوا في الضحك على ما كان يضحكنا معاً.

صلّوا من أجلي، إبتسموا، فكّروا فيّ، وصلّوا معي.

ليلفظ إسمي في البيت كما في السابق من دون ايّ شكل من أشكال التفخيم أو أثر للكآبة.

فالحياة تعني ما كانت دائماً تعنيه وهي ما تزال إيّاها، الخيط لم ينقطع.

أتراني أصبحت خارج تفكيركم لأنّي أبعد من متناول نظركم؟

كلا، لست بعيداً عنكم، إنّما في الجهة الأخرى من الظريق، وكلّ شيء على ما يرام.

ستجدون قلبي وتجدون محبتي صافية.

كفكفوا دموعكم ولا تبكوا إذا كنتم تحبّوني.

القديس أغسطينوس