كيف نعيش التّجلّي؟ «القوت اليومي
إختبر بطرس ويعقوب ويوحنّا لحظة عجيبة على الجبل، ولم يريدوا أن يمضوا. أحياناً نختبر نحن أيضاً إختباراً مثيراً يجعلنا أن نبقى فيه بعيداً عن الواقع ومشاكل الحياة اليوميّة.
ولكن البقاء فوق أعلى الجبل لا يسمح لنا أن نحمل صليب يسوع كلّ يوم ونتبعه في وادي واقعنا. فلا يجوز فصل الصّليب عن المجد، إذ أنّ سرّ الخلاص الذي تمّ على الجبل يجمع في الوقت نفسه موت المسيح ومجده. وإذا أردنا أن نختبر هذا السّرّ مع التلاميذ الذين اختارهم وتجلّى أمامهم، يجب أن نسمع الصّوت الإلهيّ الذي يدعونا بإلحاح من قمّة الجبل المقدّس.
جبل التّجلّي يخبرنا عن مجد المسيح العظيم. كان جسده مشعّاً كالشّمس حتّى ملابسه كانت تتوهّج ببهاء الله، الذي حمله في قلبه. لكنّ تجربة طابور التي كشفت مجد الله، تميّزت أيضاً بالإلتزام بالمعاناة قبل أن ينزل يسوع إلى القدس، سالكاً طريق الحزن إلى الصّليب.
من ذلك الحين فصاعداً، حملت معاناة يسوع معنى التّجلّي السّامي. الإلتزام بالمعاناة ينتج تجلّياً ويدع مجد الله يشعّ أمامنا. تجربة طابور نهاية طريق الأحزان وبدء طريق المجد السّامي. ساعة التّجلّي على جبل طابور كانت ضماناً لذلك.
بهذه الحادثة، وعدنا يسوع اليوم أيضاً، أنّ نعمة التّجلّي تمنح أولئك الذين، بالتزامهم الكلّيّ، مستعدّون للمعاناة قبل أن يسير بنا الله عبر طريق المعاناة. إنّه يمنحنا مراراً تجربة طابور التي تجعل المجد يشعّ أمامنا، قبل بدء نزول وادي الأحزان. وبعد المرور عبر هذا الوادي العميق، بالتأكيد سوف نمنح تجربة طابور جديدة للتّجلّي والفرح الباهر بما أنّ الله يبتهج في تحويل أحزاننا إلى فرح ويملؤنا بالمجد والغبطة.
أتت ساعة التّجلّي حين كان يسوع على وشك دخول ليلة المعاناة والموت. كأعضاء لجسده نستطيع فقط تلقّي نعمة التّجلّي، التي ربحها لنا، بإتّباع نفس الطريق : طريق الخضوع والتطهير والإصغاء إلى كلمته والعمل بها.
لنشارك نحن أيضاً في هذه الرؤية من خلال تخصيص وقت للصلاة والإصغاء إلى كلمة الله. ولنبتهل إلى مريم العذراء لكي تساعدنا على الإصغاء إلى الرب يسوع وإتباعه دوماً، حتى الآلام والصلب، للمشاركة أيضاً في مجده.
الأب لويس حزبون