كيف نتعلّم محبّة الرّب «القوت اليومي

 

 

 

إذا رغبتَ بمحبة الرب، فجاهد إلى معاينة جماله أو ملء كماله بعقلك، اشعر بدفء محبته وتذوّق حلاوة المحبة بذاتها في قلبك. لا يمكن للمرء أن يتعلّم المحبة، إنها تتم في الأماكن المخبأة من القلب.

 

 

إنها تُبذَر سريّاً وتنضج غير منظورة، كما البذور التي تقع دون علم الباذر فتتبرعم وينمو لها ساق وسنبلة وبذار في السنبلة. المحبة تُبذَر سرياً كما تأثيرها في المحبوب.

 

أدِرْ فكرَك في قلبك إلى وجه الرب المشع المليء بالمحبة والمستحق لها، ومن عينيه سوف تنزل شرارة إلى قلبك وتضيئه بمحبة الرب.

 

 

مَن يقف بجانب النار يستدفئ بها، ومَن يتوجه إلى الرب بفكره وقلبه يستدفئ بحرارة محبته، ويتهيأ باستعداد دافئ نحو الرب "محبة الله قد انسكبت في قلوبنا" (روما 5:5)، هكذا يعلّم الرسول بولس.

 

 

المحبة هي هبة، ولكنها هبة مهيأة لكل مَن يسعى إليها. اشتهيها واطلبها وسوف تحصل عليها. كما أن الله يتقبل كل إنسان بسرور، هكذا من المستحيل ألاّ نحبه. في أي حال، وبما أن الله لا يحبه الجميع إذ لا يتوجهون نحوه ويسعون إليه جميعاً، فقد أحبنا هو أولاً وعلينا بالتالي أن نحبه.

 

 

 

القديس ثيوفانس الحبيس