فلنصبُر «القوت اليومي
مَن أراد أن يرضي الله،
ويُدعى ابناً له ومولوداً من الرّوح القدس،
ويصير بالتالي وارثاً الملكوت،
عليه وقبل كلّ شيء أن يتحلّى بالصّبر وطول الأناة.
ينبغي إذاً يا نفسُ أن تتبعي قول الرّبّ،
أي أن تحملي صليبه كلّ يوم.
هكذا تستعدّين لتحمّل كلّ تجربة،
ظاهرة كانت أم خفيّة من أجل المسيح ربّنا.
وعليكِ يا نفسُ أن تضعي رجاءك على الله دوماً،
لأنّ كلّ شيء إنّما خاضع لسلطانه.
تفهّمي وانظري كيف مرّ الآباء والأجداد،
والأنبياء والرّسل والشّهداء،
عبر طريق الأحزان هذه واستطاعوا أن يرضوا الله.
ذلك انّهم احتملوا وبشجاعة كلّ تجربة وضيق،
وكانوا له في الأحزان شاكرين.
فلنصبر بشجاعة على كلّ ثائرة وعلى كلّ حزن،
يأتي من الشّرّير لنرث الحياة الأبديّة.
ذلك أنّ كلّ حزن نحتمله من أجل الرّبّ،
حتّى ولو كان شديداً،
هو لا شيء أمام الحياة الأبديّة التي وُعدنا بها.
ولنصبر أيضاً كي نتقدّس بالرّوح،
الذي ينحدر على النفوس الصّابرة،
ونتحرّر من ظلام السّيّئات،
وكلّ ما ينتج عن كثرة خطايانا.
مار أفرام السّريانيّ