فردَوسُ الأبرار «القوت اليومي

 

 

 

بعينِ العقلِ رأيتُ الفِردَوس:

      

إنَّ قِمَمَ الجِبالِ كُلّها تحتَ شُرفةِ قِمَّتِه.

      

عُرْفُ الطوفانِ بلغَ حَدَّ عَقبيه،

      

فلثمَ رِجليهِ وسَجَدَ وتَقهقرَ،

     

  ليتَسلّقَ الجِبالَ والذ ُرى فيَدوسَ رأسَها.

      

فإذا بهِ يُقبِّلُ قدَمَي الفِردوسِ ويَطأ الرؤوسَ كافـَّة ً.

     

 

بَنو النورِ مِنْ مَظالـِّهِم يَهبِطون،

      

وَهُمْ مُبتَهِجون بذلك العالمِ نفسِهِ الذي فيهِ اضطـُهِدوا،

     

  يَرقصون على سَطحِ اليَمِّ ولا يَغرَقون،

      

لأنَّ سِمعان، على كونِهِ صَفاة، لمْ يَغرَق.

    

   طوبى لِمَنْ رأى مَعَهُم أحِبَّاءَهُ،

      

لأنَّ جُموعَهُم تحْتُ، وأخدارَهُم فوق ُ.

 

     مراكِبُهُمُ السُحُبُ يَسبَحون في الهَواء،

      

وكُلُّ واحِدٍ رئيسٌ للذين عَلّمَهُم،

      

مَركبُهُ جِهادُهُ ومَجدُهُ جَمْعُهُ.

      

طوبى لِمَنْ رآهُم يَطيرون،

      

ألأنبياءُ في أجواقِهِم والرُسُلُ في جُموعِهِم

      

لأنَّ مَنْ عَمِلَ وعَلَّمَ هُوَ الكبيرُ في الملكوت.

   

  في قِمَّةِ الفِردَوسِ يُقيمُ بَنو النّور،

      

يَحدِجون إلى الغنيِّ، إلى قاعِ الهُوَّة،

      

وهُوَ يَرفعُ عينيهِ فيُشاهِدُ ألعازَر،

      

وَيَدعو إبراهيمَ حتّى يتحَنَّن َ عليه،

      

بيدَ أنَّ إبراهيمَ المُمتلِئ َ رحمَة ً وهوَ قدْ رَحِمَ سَدوم،

     

  لم تأخُذهُ هُناك رحمَة ٌ لذلك الفارِغِ مَن الرَّحمة.

 

(منظومة الفردوس نشيد أول، 4-6-7-12)

 

مار أفرامَ السُّريانيّ (+373).