على مِثالِ إيليّا «القوت اليومي
يا ربّ، مِلئِي غيرَةٌ لكَ.
إنّي أ ُحِبُّكَ وأريدُ أن أقاسِمَ هذا الحُبّ.
إنّي شديدُ الرَّغبةِ في أن يَعرِفوكَ
ولكنّي وحدي
وحدي في مَعرِفتِك، وحدي في حُبِّك.
أريدُ أن أنطلِق وأسلـُكَ الطريق.
أن أسيرَ ولا أقِفَ إلّا عندَ لِقائِكَ
أريدُ أن أ ُحدِّثَكَ وأن أفتَحَ لك قلبي.
فهلْ تُصغي إليَّ؟
أسيرُ ليلا ً وَحدي في البرِّيَّة.
كلُّ شيءٍ يَملأني نُفوراً.
كُلّما وَقفتُ، ظنّاً أنّي رأيتُكَ
كان الأمرُ سَراباً.
لكِنّي أقومُ ثانية ً وأنطلِقُ
وأواصِلُ السَّير إلى جَبَلِ الرَّبّ.
عِندي أ ُمورٌ كثيرة لا بُدَّ أن أقولها لكَ.
لقد ثقُلَ قلبي وخابَ رَجائي.
أسْكُتُ شيئاً فشيئاً
ألزَمُ الصَّمتَ وأ ُصلّي
فأسمَعُك، أسمَعُ صوتاً خفيفاً.
لا رعدٌ ولا ريحٌ ولا عاصفة.
لا طبلٌ ولا بوق.
ليسَ سِوى نسيمٍ يَهُبّ
وأعلمُ أنّكَ أنتَ هُوَ
تُصغي إلى كلماتي وأسمَعُ جَوابَك.
إلى ذَوِيَّ تُرسِلني:
"عُدْ إليهِم فهُم بحاجةٍ إليك".
ولمْ أكنْ أراهُم، أولئِكَ الذين يَبحثون عنكَ
أولئِكَ الذين يَعرِفون اسمَكَ ويُشارِكونني في إيماني.
أنا عُضوٌ من أعضاءِ شعبٍ، شَعبِ الله.
أنطلِقُ ثانيَة ً وأسيرُ على الطريق
ولكنّي لم أعُدْ وَحدي
لقيتُ الله، وأنا عُضوٌ من أعضاءِ شعب.
من كتاب "صلوات جديدة" للأب صبحي حموي اليسوعي.