عقيدة انتقال العذراء: الأساس اللاهوتيّ «القوت اليومي
إنّ الله الجّواد، القادر على كلّ شيء،
والقائم تدبيرَ عنايته على الحكمة والمحبّة،
إنّما يخفّفُ، عن قصدٍ خفيّ،
آلام الشّعب والنّاس بما يزرعُ من أفراح،
بحيثُ يتّجهُ كلّ شيء،
على اختلاف الأسباب والأساليب،
إلى خير محبّيه.
وإن كانت حبريّتنا،
شأن العصر الحاضر،
مثقّلَةً بالهموم والغموم والأحزان،
بسبب الشّدائد الكثيرة،
وانصراف الكثيرين عن الحقّ والفضيلة،
فإنّنا نتعزّى تعزيةً كبرى عندما نرى،
بين مظاهر الإيمان الكاثوليكيّ العلنيّة العمليّة،
عبادة أمّ الله تنتشرُ وتضطرمُ يومًا عن يوم،
وتبشّرُ في كلّ مكانٍ بحياةٍ أفضل وأقدس.
وعلى هذا، ففيما تقومُ العذراءُ الطّوباويّة،
نحو المفتدينَ بدم المسيح،
بمهمّتها الوالديّة بحبٍّ جمّ،
تنصرفُ عقولُ أبنائها وقلوبُهم،
إلى تأمّل امتيازاتها تأمُلاً دقيقًا جاهدًا.
ولا غرو فالله الذي نظرَ منذ الأزل،
إلى البتول مريم نظرة عطفٍ خاصّة،
قد تمَّمَ حكم عنايته،
عند تمام الزّمن،
فتجلّت بانسجامٍ تامٍّ،
الإمتيازات التي سبقَ ومنحنا إيّاها بجودته الفائقة.
وإن كانت الكنيسة قد تبيّنت دائمًا هذه الجودة وهذا الإنسجام،
واسترسلت في البحث على ممرّ الأجيال،
فإنّما قد سطعَ بأبهى ضياءٍ في عصرنا الحاضر،
إمتيازُ انتقال مريم البتول،
والدة الله إلى السّماء بالنّفس والجسد.
البابا بيّوس الثاني عشر