عظمَة ُ العِماد «القوت اليومي
عظمَة ُ العِماد
عظيمٌ هو العِمادُ المَوعود: إنّهُ إعتاقُ الأسرى وغُفرانُ الخَطايا، وَمَوتُ الخَطيئةِ والميلادُ الثاني لِلنَفس، وثوبُ النورِ وطابَعٌ مُقدَّسٌ لا يُمحى، ومركبَة ٌ إلى السَّماوات، وبهجَة ُ الفِردَوسِ وعُربون ُ الملكوتِ وعطيَّة ُ التبنّي.
ولكنَّ في الطريقِ تِنـِّيناً يُسبِّبُهُ عَدَمُ إيمانِك َ. إنَّهُ يَرودُ طالِباً مَنْ يلتَهِم. ولِلوصولِ إلى أبِ الأرواح، لا بُدَّ لكُمْ أنْ تهربوا مِن هذا التـِّـنين. وما السبيلُ إلى النَجاةِ منه؟ بانتِعالِكُمُ الغـَـيرَة َ على نَشرِ إنجيلِ السَّلام، فإذا لَدَغكُم لا يَجرَحُكُم.
ليَكُنْ إيمانُكُم راسِخاً ورجاؤكُمْ وَطيداً لا يَتَزعزع. وَشُدُّوا نِعالكُم لكي يُمكِنَكُم أن تَفِرُّوا مِن العَدُّوِ وتَمثـُلوا في حضرةِ الرب. هَيِّئُوا قلوبَكُم لِتَقبُّلِ التعاليمِ والمُشارَكةِ في الأسرارِ المُقدَّسة. ثابِروا على الصَّلاةِ لكي يَجعلَكُمُ اللهُ مُستَحِقّين للأسرارِ السَّماويَّةِ الخالِدة. لا تَنقطِعوا عنها ليلا ً ونهاراً.
وعندَما يَبتَعِدُ النومُ عَنْ أعيُنِكُم، فليَنصَرِفْ ذ ُهْنُكُم إلى الصَّلاة. وإذا مَرَّتْ في بالِكُم خاطِرةٌ سيِّئة، فاذكروا الدَينونة فتخلصوا. إنصَرِفوا إلى الدراسَةِ حتّى يتحَوَّلَ ذهنُكُم عَن أباطيلِ الملذ َّات. وإنْ قالَ لكُم أحَد: هلْ أنتَ آتٍ لِلنزولِ في الماء، أليسَ في المَدينةِ أحواضُ سِباحة؟ فاعلمْ أنَّ تِنـِّينَ البَحرِهوَ الناصِبُ لك هذه الشِراك. ولا تَعتَبِرْ بأقوالِ الذي كلّمّك، بلْ فكّرْ في اللهِ الذي يَمنَحُ القُوَّة.
وَصُنْ نفسَك حتّى النهايَة؛ فإذا ثبُتَّ على الرجاء، تُصبِحُ وارِثاً لِلخلاصِ الأبدي.
(مقدمة العظات، 16).
القدّيس كيرلـُّسَ الأورشليمي (+387).