طريقُ الحياة «القوت اليومي

يا بُنَيَّ! كُن وديعا، لأَنَّ الودَعاءَ يَرِثون الأَرض.

كُن صبوراً رحيماً ولا تَكُن ماكِرا.

كن هادئاً وصالحا واحترمِ التعليمَ الذي تتلَقَّاه.

لا تَتَعالَ ولا تزهُ بنفسِكَ.

لا تُعاشر المُتَكبِّرين، بل المُتواضعين والأبرار.

تقَبَّل كُلَّ ما يطرأُ عليكَ واعتَبِرهُ خيراً لكَ، واعلم أنَّهُ لا يَحدُثُ شيءٌ إلاّ بأمرِ الله.

يا بُنيَّ! أُذكر من يَعِظُكَ بكلمةِ اللهِ ليلاً ونهارا.

أكرِمهُ بما يَليقُ بِهِ مِنَ الإكرام،  لأَنَّ الربَّ قريبٌ منهُ دائما إِبتغِ وجه القدّيسين  كُلَّ يوم، إِنَّكَ تَجِدُ في أقوالهم تَعزيةً وطمأنينة.

لا كُنتَ مُفَرِّقاً بين الآخرين، بل اسعَ في إِقرارِ السلامِ بين المُخاصمين.

أُحكُم بالعدلِ بلا تمييز، إذا قُدِّرَ لَكَ أَن تُحاسبَ الغيرَ على أَخطائِه.

إِعتمد على الله فيما سوفَ يَحدُث، واترُك لَهُ ما لا يحدُث.

يا بُنَيَّ! لا تَبسُط كَفَّكَ عندما تأخُذ، ولا تَقبضها عندما تُعطي.

إذا كُنتَ مالكاً شيئاً من عمل يديك، فأعطِهِ فذلكَ يُعتِقُكَ مِن خطاياك.

لا تتردَّد في العطاء، وإِذا أَعطيتَ فلا تندم لأَنَّ مُوَزِّعَ النِّعَمِ سيَعرِفُ لكَ عملَكَ يوماً.

أَمّا المُحتاج َ فلا تَنهَر، وَضع كُلَّ شىءٍ بالمشاركةِ بينَكَ وبينَ أَخيك، ولا تَحتَفِظ بِهِ لِنَفسِكَ.

إنَّكَ قبِلتَ المُشاركةَ في الخيراتِ التي لا تفنى، فكيفَ لا تُشارِكُ الغيرَ في خيراتٍ فانية؟

 

 (3/7-10، 4/1-8)

كتاب "الدّيداكيه " (القرن الثاني )